اخبار اخرى
المخدرات الرقمية: عندما تتحول الموسيقى إلى إدمان غير مرئي!

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، ظهرت تحديات جديدة تهدد المجتمع، ومن أبرزها ظاهرة “المخدرات الرقمية”، التي قد تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر قد تفوق التوقعات. فما هي هذه الظاهرة، وكيف تؤثر على العقل والجسد؟وعلى عكس المخدرات التقليدية التي تعتمد على مواد كيميائية، تُعد المخدرات الرقمية مقاطع صوتية بترددات معينة تُعرف باسم “النغمات الثنائية” أو “Binaural Beats”. يتم الاستماع إليها عبر سماعات الأذن، حيث تُرسل ترددات مختلفة إلى كل أذن، مما يخلق تأثيرًا على نشاط الدماغ، ويُقال إنه يؤدي إلى حالات من النشوة، الاسترخاء، أو حتى الهلوسة، مشابهة لتأثير المخدرات الكيميائية.ووفقًا لأستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الدكتور جمال فرويز، فإن هذه المقاطع الصوتية تعتمد على ترددات ثنائية تؤدي إلى تغيير في موجات الدماغ، مما يؤثر على الحالة المزاجية والإحساس. وتُصنف هذه الترددات حسب الغرض منها، سواء لتحسين التركيز أو تحفيز الشعور بالنشوة.وأوضح فرويز أن هذه المقاطع لا تُحدث أي تأثير إذا تم الاستماع إليها بدون سماعات، ولكن عند استخدام السماعات، يحدث تباين في وصول الصوت إلى الأذنين، مما يؤدي إلى اضطراب في نشاط المخ، وإفراز هرمون “الدوبامين” المسؤول عن الشعور بالسعادة. ومع تكرار الاستماع، قد تظهر أعراض مثل الهلوسة البصرية والسمعية، وحتى الشعور بلمسات أو روائح وهمية.رغم أن المخدرات الرقمية لا تحتوي على مواد كيميائية، إلا أن آثارها السلبية قد تكون خطيرة. ومن أبرز هذه المخاطر:الإدمان: قد يلجأ البعض إلى الاستماع المفرط لهذه المقاطع بحثًا عن التأثيرات النفسية، مما يؤدي إلى إدمان رقمي يصعب التحكم فيه.العزلة الاجتماعية: الانغماس في هذه المقاطع قد يعزل المستخدم عن محيطه الاجتماعي، مما يؤثر على علاقاته الشخصية.التأثيرات النفسية: قد يعاني المستخدمون من أعراض مشابهة للقلق أو الاكتئاب في حال عدم تحقيق التأثير المطلوب.الانتشار بين الشباب: مع سهولة الوصول إليها عبر الإنترنت، تنتشر هذه الظاهرة بين المراهقين والشباب، الذين قد يعتبرونها وسيلة “آمنة” للهروب من الواقع.ولحماية الشباب من مخاطر المخدرات الرقمية، يجب اتخاذ عدة إجراءات، منها:التوعية: نشر الوعي بين الشباب وأولياء الأمور حول مخاطر هذه الظاهرة.المراقبة الأبوية: متابعة ما يستمع إليه الأطفال والمراهقون على الإنترنت.تشجيع الأنشطة البديلة: تعزيز المشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية التي تُشبع الاحتياجات النفسية بطرق إيجابية.البحوث العلمية: