البصرة اليوم
من أسد بابل إلى حيدر الكرار..المرشدي: “أسود الرافدين” ليس مصادفةًوالسويس منعت القساور من العراق
يتحدث مروض الأسود العراقي، غالي المرشدي، المالك لحديقة الحيوانات في الزبير غربي البصرة، عن العلاقة التاريخية العميقة بين الأسود وأرض العراق، موضحًا أن وجودها يعود إلى أكثر من 7000 عام. يقول المرشدي: “الأسد لم يكن مجرد حيوان مفترس في العراق، بل رمزًا للقوة والشجاعة، حاضرًا في الحضارات العريقة التي قامت على أرض ما بين النهرين. الهجرات السنوية التي كانت تبدأ من أفريقيا، مرورًا بمصر، كانت تجعل الأسود تتخذ من العراق موطنًا دائمًا بفضل وفرة المياه والغزلان في بيئتها الطبيعية.”
يشير المرشدي إلى نقطة تحول كبرى في وجود الأسود في العراق: “حفر قناة السويس في مصر كان الحاجز الذي أنهى الهجرات السنوية للأسود إلى العراق. القناة أصبحت عائقًا طبيعيًا يفصل بين أفريقيا والعراق، مما أدى تدريجيًا إلى اختفاء الأسود من البلاد، ويتابع: “لم يكن الحاجز الجغرافي وحده السبب؛ الصيد الجائر، وفقدان المساحات الطبيعية، والتعدي على البيئة، ساهمت جميعها في انقراض الأسود التي بقيت أعداد قليلة منها عاجزة عن الصمود.”
يوغل المرشدي في الإرث الذي تركته الأسود في العراق، مشيرًا إلى المنحوتة الشهيرة “أسد بابل” ، قائلًا: “أسد بابل ليس مجرد تمثال، بل هو أيقونة تمثل قوة العراق وشموخه. ظهرت رموز الأسود في بوابة عشتار، وعلى السيوف والدروع الملكية، وحتى في عروش الملوك، لتجسد مفهوم القوة والسيادة في الحضارة البابلية.”
ويربط مروض الأسود بينها وشجاعة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، قائلًا: “حتى في ثقافتنا الإسلامية والعربية، أُطلقت أسماء مستوحاة من الأسد على الإمام علي مثل ‘حيدرة’ و‘كرار’ و‘أسد الله الغالب’. هذه الأسماء تعكس شجاعته وبسالته التي تُشبه شجاعة الأسود في قتالها وصمودها.”
ختاما، يتأمل المرشدي في عمق ارتباط الأسود بالهوية العراقية، مستشهداً بتسميات معاصرة مثل “أسود الرافدين”، التي باتت رمزاً للفخر والقوة حين أُطلقت على المنتخب الوطني، كإشارة واضحة إلى روح الصمود والشجاعة المتجذرة في تاريخ البلاد وشعبها.