لغة القلوب والفارسية في الشلامجة..مواكب عراقية ومتطوعون إيرانيون يذيبون حواجز اللغة لخدمة الزائرين

على طريق الشلامجة، حيث تختلط رائحة الشاي الساخن بأصوات المواكب، وتمتزج خطوات السائرين بدموع الشوق، تتلاشى حدود الجغرافيا وتذوب الحواجز اللغوية. هنا، لغة الحسين عليه السلام وحدها تتكلم، فتجمع العراقي والإيراني، وتحوّل الضيافة إلى فعل إيمان تُترجمه القلوب قبل الألسنة، ويكون للفارسية والعربية وقع واحد في رحلة العشق الحسيني.

قال صاحب موكب عزاء على الحدود العراقية – الإيرانية، محمد جواد، في حديثه لـبصرة 365، إنه يتقن اللغة الفارسية للتعامل مع الزائرين القادمين من مختلف الجنسيات، موضحًا أن إتقانه للغة جعله حلقة وصل مهمة بين الزائرين وأصحاب المواكب، حيث يتم التعاون من خلاله لتسهيل التواصل وتقديم الخدمة. وأضاف أن بعض المواكب تستعين بجهوده في الترجمة من أجل خلق تواصل أفضل مع الزائرين الإيرانيين، مبينًا أن العبء الأكبر يقع عليه لكونه يتقن اللغة، لكنه يراه شرفًا بخدمة زوار الإمام الحسين عليه السلام، مؤكدًا أن هذه المهمة مستمرة طوال أيام الزيارة الأربعينية.

من جانبه، تحدث الزائر الإيراني محمد حميد، القادم من مدينة شاديان الإيرانية، لـبصرة 365 عن أجواء الزيارة وسهولة التواصل مع العراقيين، مشيرًا إلى أنه يتقن شيئًا من اللغة العربية ولا يواجه أي صعوبة في التفاهم، مؤكدًا أن “لغة الحسين” توحد الوفود القادمة من مختلف البلدان، وتتجاوز الحواجز اللغوية والقومية لتصنع مشهدًا فريدًا من الأخوة والتلاحم.

أما الشيخ أزهر الخزاعي، أحد القائمين على موكب أهل البيت، فأوضح لـبصرة 365 أن خدمة الزائرين مستمرة منذ الأول من صفر، وأن الموكب يضم هيئات عدة، منها للإرشاد والتثقيف، ويضم كل منها مترجمين لضمان التواصل بين الزائرين الإيرانيين والعراقيين. وأشار إلى أن المواد الغذائية تأتي من تبرعات أهالي البصرة، وأن الموكب يقدّم محاضرات دينية وخطب جمعة مترجمة إلى الفارسية، بما يعزز التواصل الثقافي بين الجميع.

كما قال الحاج محمد، صاحب موكب خديجة الكبرى، إنهم يخدمون الزائرين على مدار 24 ساعة، بمشاركة نحو 15 متطوعًا إيرانيًا يساعدون في التواصل وتلبية الاحتياجات، مؤكدًا أنهم يقدمون ثلاث وجبات يوميًا، وتتميز وجبة العشاء بالمشاوي، حرصًا على تنويع الأطعمة وإرضاء أذواق الزائرين.