السياسة
العراق بين النار وتوازن الإقليميالسوداني في حوار شامل: لا لحكم الفرد.. ولن نقبل بالسلاح خارج الدولة

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مقابلة مطوّلة مع صحيفة الشرق الأوسط، أن العراق يتجه إلى استحقاق انتخابي حاسم في نوفمبر المقبل، وسط متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، وفي ظل تحديات داخلية تتعلق بحصر السلاح ومكافحة الفساد وتحقيق الاستقرار.
وفي ما يلي أبرز محاور المقابلة:
المشهد الإقليمي: العراق في قلب النار
اعتبر السوداني أن أحداث غزة، والعدوان على لبنان، والتوترات مع إيران، كشفت عن هشاشة التوازن الإقليمي، مؤكدًا أن العراق ليس متفرجًا بل فاعلًا يحاول الموازنة بين مصالحه والتهدئة.
كشف عن تقديم العراق شكوى لمجلس الأمن بعد خرق الأجواء العراقية خلال الغارات الإسرائيلية على إيران، مشددًا على رفض بغداد أن تُستخدم أراضيها منصة اعتداء.
أشار إلى أن العراق لعب دور الوسيط بين الأطراف الإقليمية لوقف الحرب والعودة إلى طاولة التفاوض، مشيدًا باستعداد إيران للحوار بشرط وقف العدوان.
الفصائل وحصر السلاح
شدد السوداني على أن حكومته لن تقبل بوجود سلاح خارج إطار الدولة، معتبرًا ذلك ركنًا أساسيًا لبناء الاستقرار، بدعم المرجعية الدينية والقوى السياسية.
أشار إلى نجاح حكومته في “احتواء الانفعالات” داخل الساحة العراقية، ومنع تفجّر الأزمات مع الفصائل المتحالفة مع إيران.
الفساد: من سرقة القرن إلى استرداد الأموال
أكد رئيس الوزراء أن حكومته أوقفت “الانهيار” الذي شهده العراق في ملف الفساد، كاشفًا عن استعادة أكثر من 500 مليون دولار، وتسلم مطلوبين من الخارج.
وصف ملف “سرقة القرن” بأنه تم بغطاء رسمي سابق، مؤكدًا استمرار التحقيقات.
الاستثمار والاستقرار
أشار إلى أن العراق شهد خلال عامين استثمارات تجاوزت 100 مليار دولار، معتبرًا أن البيئة الآمنة والهدوء السياسي شجعا الشركات العربية والأجنبية.
العلاقة مع إقليم كردستان
نفى السوداني أي محاولة لتجويع الإقليم، مؤكدًا أن بغداد ملتزمة بالدستور والاتفاق السياسي، وأن الأزمة الحالية تتعلق بعدم التزام أربيل بتسليم النفط والإيرادات.
شدد على احترام الإقليم ككيان دستوري، وعلى علاقته “الممتازة” مع مسعود بارزاني.
ملف النفط والغاز
أوضح أن تأخر قانون النفط والغاز يعود إلى توقف وفود الإقليم عن المشاركة، رغم جاهزية الحكومة لبلورة القانون كحل جذري للخلافات.
التيار الصدري والانتخابات
أشار إلى أن الحكومة حاولت إقناع التيار الصدري بالعودة للمشاركة الانتخابية، واصفًا غيابه بالخسارة للعملية السياسية، مع التأكيد على احترام قراره.
العلاقات مع إيران وتركيا
وصف علاقات العراق مع إيران بأنها “شراكة استراتيجية” بدون تدخل في القرار العراقي، مؤكدًا أن العراق مستقل ولن يكون تابعًا لأي طرف.
كما اعتبر العلاقة مع تركيا “نموذجًا للتكامل”، خاصة بعد إطلاق مشروع طريق التنمية واتفاقية المياه.
لا لحكم الفرد.. نعم للشراكة
ردًا على سؤال حول الحنين إلى صلاحيات صدام حسين، قال السوداني: “بالتأكيد لا، فنحن نؤمن بالنظام النيابي والديمقراطية”، مشددًا على أن حكم الفرد لا يُنتج عدالة أو تنمية.
الجانب الإنساني
تحدّث عن شغفه بالطرب العراقي والجواهري، ومتابعته لقراءات علي الوردي، كاشفًا عن أمنيته بأن يعيش لحظة طبيعية كسائر المواطنين، مثل أن يختار رابطة عنقه بنفسه.