السياسة
هل نفعت التحالفات؟قراءة عراقية في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية:خسائر طهران هيّنة.. ونظام الكيان تصدع

علّق رئيس تحرير صحيفة الصباح، أحمد عبد الحسين، على نهاية الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، مؤكدًا أن نتائج الصراع تكشف تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوة، واصفًا خسائر إيران بـ”الهيّنة” مقارنة بما تعرض له الكيان الإسرائيلي.وقال عبد الحسين إن “إيران فقدت 18 عالمًا نوويًا، وأكثر من عشرين قائدًا عسكريًا واستخباريًا، وقدّمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى”.وأضاف أن “هذه الخسائر، رغم أهميتها، تعدّ هينة أمام ما خسره الكيان، الذي اتضح أنه غير قادر على البقاء دون دعم أميركي مباشر، وأن مواجهته لم تعد مستحيلة كما كان يُظن سابقًا”.واعتبر أن “بقاء النظام الإيراني وتصدّع نظام الكيان هما أبرز نتائج الحرب”، لافتًا إلى أن “تفوّق إسرائيل لم يعد مطلقًا، ولا قدرًا مقدورًا في وعي الشعوب العربية”.وفي تقييمه للواقع العسكري، قال عبد الحسين إن “سماء إيران باتت مكشوفة بفعل ضعف الدفاعات الجوية، وإن تحالفاتها مع روسيا والصين بدت غير مجدية. بالمقابل، انهارت أسطورة القبة الحديدية، التي طالما تفاخر بها الكيان الإسرائيلي”.و شدد على أن “الجبهة الداخلية الإيرانية أظهرت تماسكًا فاجأ خصوم إيران”، مشيرًا إلى “اعتقال عدد من العملاء المجندين لصالح الكيان، مقابل التفاف شعبي واسع حول القيادة الإيرانية”.وتابع عبد الحسين: “تخرج إيران من هذه الحرب الخاطفة كقوة إقليمية ثانية في الشرق الأوسط، وتحظى بهيبة حتى لدى خصومها السابقين كالسعودية والإمارات”، مشيرًا إلى أن “القرار الإقليمي القادم لن يُتخذ دون حضور إيراني فاعل”.وعدّ الموقف العربي، رسميًا وشعبيًا، “مفاجئًا”، إذ أبدى كثيرون تعاطفًا مع طهران خلال المواجهة، وهو ما اعتبره عبد الحسين تحولًا في المزاج السياسي العربي.ورأى عبد الحسين، أن طهران “ستُجبر على مراجعة سياساتها وتحالفاتها، فالروس تركوها في لحظة فارقة كما فعلوا سابقًا مع الأسد، وأذرعها الإقليمية لم تُسعفها نتيجة الضربات التي تعرضت لها خلال العامين الماضيين”.وختم عبد الحسين بالقول: “إيران الآن مطالبة بالتركيز على الداخل، وتطوير بناها المدنية والعسكرية. وإذا كانت قد وصلت إلى ما هي عليه رغم الحصار، فإن رفعه قد يُطلق العنان لقدراتها بشكل غير مسبوق. وإذا كان هناك طرف منتصر في هذه الحرب، فهو بلا شك إيران”.


















