زاويــــة 365
BSR365العراقُ يسمعُ البصرةَ -لأوّل مرة- من البصرة!
علي محمود خضير
أخيراً، وبعد لأي، صار عند البصرة قناة فضائية! سنوات طويلة والبصرة العظمى، بكل تأثيرها السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، بلا نافذة فضائيّة تنافسُ طوفانَ فضائيات العاصمة وتبلور خطاباً إعلامياً يصنع من الهامش مركزاً موازياً، رئيساً لا تابعاً. هكذا صار الواقع منذ 2003. أن تتكدّس الشاشات والمنابر الإعلامية حتى يضيق منها الفضاء في بغداد، فيما تغرق المدن العراقية في ظلام الهامش والثانوي والمقاعد الخلفيّة.
قد تتكرّم فضائية هنا أو هناك بمكتب لها في البصرة، تختصره لاحقاً الى مراسل ومصور واحد. اليوم، انتهت هذه المعادلة مع تأسيس قناة البصرة 365، بإدارة شابّة طموحة وكوادر بصريّة صرفة تحملُ تطلعات الشعب البصريّ في هذه الأرض المباركة وهمومه وقضايا مجتمعه بفئاته المتنوعة وأعراقه وثقافاته، يتوزّع مراسلوها في القرنة والزبير وسفوان والتنومة والفاو والخور ويحرر كتّابها نبض المدينة أخباراً وتقارير راصدين نسغها حارة حارة.
معروف أن اللعبة اليوم، في أي ميدان، لعبة إعلام. باتَ كل شيء مرتبطاً بما تنقله الكاميرا وما تخطّه الكلمة. الحربُ إعلام والسلم إعلام. الأمان إعلام والهلع إعلام. ولنا أن نلاحظ أيام جائحة كورونا والحرب الروسيّة-الأوكرانيّة لنعرف كم يخيط الإعلام من قمصان يوسف ومعاطف غوغول!
من هنا تجيءُ أهمية ولادة قناة فضائيّة بصريّة تجعل البصرة لأول مرة منطلق بثّ للمعلومة والصورة والخطاب بعد أن كانت لعقدين من الزمان محطة استلام فحسب.
ومن هنا أيضاً تتركّز المسؤولية الكبيرة التي تقعُ على عاتق القناة وما ينتظره البصريون منها.
نجحت القناة بلفت انظار البصريين بإنتاج مجموعة من البرامج الجادّة وبمسلسل جديد يجري العمل عليه ومنصة خبريّة تواكبُ الحدث. لكن الأنظار البصريّة هذه تنتظرُ من القناة استعدادها لمنافسة شرسة مع زميلاتها من الشاشات العراقيّة وهو أمر يستوجب التخطيط والعمل الدؤوبين.
والمتابعُ لخطاب القناة يلمسُ حرصاً ذكيّاً على مقاربة حياة البصريين، وعيش وقائعهم مباشرة، بلا رتوش أو تجميل، مثلما يلمس دأباً لتبني خطاب يُعنى بالمعرفة والثقافة ويميل لروح العصر ومواكبة ما يجرى كل لحظة، ليس في العراق فحسب، بل في كل العالم.
الآمال كبيرة إذن “وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم”.
قناة “بصرة 365” تجربة تستحقُ الانتباه، وتستحق التحية، ومغامرة تصنع نفسها كل يوم لحظة بلحظة، متطلعة إلى المستقبل، تقودها شابات وشبّاب يؤمنون بأنفسهم ويتكئون على الإرث البصريّ الضارب في التاريخ والمتطلع إلى الغد بقامة من نخيلها الذهب.