عقب إلغاء أردوغان العقد النفطي مع العراق..خبير اقتصادي لـ بصرة 365: تركيا تضغط والفرصة بيد بغداد لإعادة رسم قواعد اللعبة

حذر أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، اليوم الثلاثاء، من تداعيات قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإلغاء العقد النفطي مع العراق، مؤكداً أن الخطوة تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الجانب الاقتصادي.

وقال السعدي في تصريح لـ بصرة 365، إن القرار التركي لا يمكن فصله عن التصعيد الأمني الجاري بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، ولا عن تعقيدات العلاقة بين بغداد وأربيل، مضيفاً أن “تركيا تسعى لاستخدام هذا الملف كورقة ضغط سياسية واقتصادية في عدة اتجاهات.

وأشار إلى أن استمرار غياب التنسيق الكامل بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان بشأن آليات تصدير النفط يُضعف موقف العراق التفاوضي، ويفسح المجال أمام تركيا لفرض شروطها في أي اتفاق جديد تسعى إليه.

ورأى السعدي أن إلغاء العقد لا يعني نهاية التعاون بين البلدين، بل هو فرصة لإعادة بناء العلاقة النفطية بين بغداد وأنقرة على أسس أكثر عدالة وشفافية، مشدداً على أن العراق مطالب بالتحرك السريع على ثلاثة مسارات رئيسية.

وأوضح أن المسار الأول يتمثل في تسريع الإجراءات القانونية والدبلوماسية لحماية الموقف العراقي وتفادي أية تعويضات محتملة، والثاني هو توحيد الصف بين بغداد وأربيل لتشكيل موقف موحد في التفاوض، أما الثالث فهو الشروع بمفاوضات مباشرة مع تركيا لعقد اتفاق جديد يضمن استمرار تصدير النفط عبر ميناء جيهان، دون التفريط بسيادة العراق على موارده الطبيعية.

وختم السعدي بالقول إن “ما حدث هو ضغط تركي محسوب لإعادة صياغة قواعد اللعبة، وعلى العراق أن يرد بدبلوماسية ذكية، وتنسيق داخلي محكم، واستثمار دقيق للوقت المتبقي حتى 2026، من أجل حماية مصالحه الاقتصادية والسيادية.