الاقتصاد
في نصف عام.. الدولار يتراجع والمركزي يخسر 10 مليارات..الخبير الاقتصادي منار العبيدي

كشف الخبير الاقتصادي منار العبيدي عن استمرار تراجع مبيعات البنك المركزي العراقي من العملة الأجنبية للشهر الثالث على التوالي، في مؤشرات تعكس تحولات لافتة في السياسة النقدية وسلوك السوق، وسط تساؤلات متزايدة حول أسباب هذا التراجع وانعكاساته على الاقتصاد العراقي.
ووفقاً للبيانات التي استعرضها العبيدي، فإن مبيعات العملة الأجنبية خلال شهر حزيران 2025 بلغت 5.7 مليار دولار، منخفضة بنسبة 15.5% مقارنة بشهر أيار الماضي، الذي سجل 6.5 مليار دولار. كما بلغ إجمالي مبيعات الأشهر الستة الأولى من العام 37.2 مليار دولار، مسجلًا تراجعًا بنسبة 2.2% عن الفترة ذاتها من العام 2024، والتي بلغت فيها المبيعات 38.1 مليار دولار.
وسجّل البيع النقدي للعملة الأجنبية انخفاضًا غير مسبوق، حيث لم تتجاوز مبيعات شهر حزيران 99 مليون دولار فقط، وهي أدنى قيمة شهرية منذ بدء اعتماد آلية المبيعات النقدية. بذلك، بلغ إجمالي مبيعات النقد في النصف الأول من العام 1.4 مليار دولار، بتراجع 21% عن نفس الفترة من العام الماضي (1.76 مليار دولار).
في المقابل، ارتفعت مبيعات العملة الأجنبية عبر آلية تعزيز الأرصدة، لتبلغ 5.6 مليار دولار في حزيران وحده، بزيادة 35% عن نفس الشهر من العام السابق، وبإجمالي 35.8 مليار دولار للنصف الأول من 2025، مرتفعة بنسبة 37% مقارنة بـ26 مليار دولار في النصف الأول من 2024.
وأشار العبيدي إلى أن البنك المركزي أوقف كليًا آليتي التسويات الدولية والتحويل المباشر، مقتصرًا على بيع العملة عبر آليتي “تعزيز الأرصدة” و”المبيعات النقدية للمسافرين”. ورغم هذا التراجع الملحوظ في إجمالي المبيعات، إلا أن سعر صرف الدولار في السوق الموازي بقي مستقرًا، دون تأثر واضح، كما تراجعت معدلات التضخم بشكل نسبي.
ويتوقع أن تصل مبيعات العملة الأجنبية في نهاية العام إلى نحو 70 مليار دولار، بانخفاض ملحوظ مقارنة بـ80 مليار دولار سجلت في 2024.
وخلص العبيدي إلى أن هذه التطورات تتطلب مراجعة شاملة، إذ قد تعكس تحولًا في السلوك الاقتصادي، سواء بدخول التجار بشكل أوسع إلى السوق الرسمية، مما يقلل الحاجة إلى الدولار في السوق الموازي، أو بتراجع عام في الطلب على السلع والخدمات، وهو ما قد يشير إلى مؤشرات أولية على حالة ركود اقتصادي قد تمر بها السوق العراقية.


















