العالم
نتانياهو إلى واشنطن… ووفد إلى الدوحةهدنة الـ60 يوماً تقترب أم تُفجّر المعادلة؟

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الأحد، أن اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن قد يُسهم في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في وقت بدأت فيه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال نتانياهو، في إحاطة من مطار بن غوريون قبل مغادرته إلى واشنطن: “أعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تساهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعاً”، مشيراً إلى أنه أوعز لفريقه التفاوضي بإنجاز الصفقة وفق الشروط التي تم الاتفاق عليها مسبقاً.
وفي المقابل، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة “فرانس برس” أن وفد حركة حـ/*ـمـ،:ـا/س برئاسة خليل الحية يتواجد حالياً في الدوحة، وجاهز لجولة مفاوضات “جدّية”، بينما غادر وفد إسرائيلي آخر نحو العاصمة القطرية لبدء المحادثات بوساطة قطرية ومصرية.
مقترح هدنة وأوراق تفاوض حسّاسة
وتتداول الأوساط السياسية معلومات عن مقترح هدنة لمدة 60 يوماً، تُفرج خلالها الحركة عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
لكن التعديلات التي تطالب بها الحركة تتعلّق بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمانات بعدم استئناف العمليات العسكرية، إلى جانب تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من استعادة مسؤوليتها في توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع.
نتانياهو كان قد وصف تلك التعديلات في وقت سابق بأنها “غير مقبولة”، إلا أن الضغوط السياسية الداخلية والخارجية دفعت نحو إعادة فتح باب التفاوض.
بين الضغط السياسي والمواقف المتصلبة
الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وصف زيارة نتانياهو إلى واشنطن بأنها “مهمّة ذات أهمية”، تتمثل في “التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الرهائن إلى ديارهم”. ويقدّر عدد الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة بـ49 شخصًا، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم فقدوا حياتهم.
من جهة أخرى، تصاعدت الضغوط الدولية. فقد دعت دول مجموعة “بريكس” في بيان مشترك من ريو دي جانيرو إلى “وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار”، و”انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غـ/ـزة”. وفي افتتاح القمة، هاجم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا العمليات الإسرائيلية، واصفًا إياها بـ”الإبادة” التي لا يمكن تجاهلها.
غزة تحت النار
ميدانيًا، قُتل 26 فلسطينياً على الأقل في ضربات إسرائيلية جديدة على القطاع، بينهم 10 أشخاص في غارة استهدفت منزلاً في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، وفق ما أفاد به الدفاع المدني. وأظهرت صور من الموقع محاولات الأهالي انتشال الجثث من تحت الأنقاض، في مشهد يعكس استمرار الكارثة الإنسانية.
وفيما تستعد واشنطن لاستقبال نتانياهو في زيارة هي الثالثة له خلال أقل من ستة أشهر، تبقى التساؤلات مفتوحة: هل تقود مفاوضات الدوحة نحو انفراج مرحلي؟ أم أن الخلافات حول “ضمانات ما بعد الهدنة” ستُعيد الأمور إلى نقطة الصفر؟
الجواب… ربما يُكتب في الغرف المغلقة، أو على ركام الغارات القادمة.