البصرة اليوم
من الرواية إلى الخشبة..أدباء البصرة يناقشون تحويل الشخصيات والأساطير إلى أعمال مسرحية

أقام اتحاد الكتّاب والأدباء في البصرة، اليوم السبت، منتدى بعنوان “التشابه والاختلاف في مسرحة الرواية التاريخية”، ناقش فيه أدباء ونقّاد وفنانون سُبل تحويل الشخصيات التاريخية والأسطورية إلى أعمال مسرحية.
وقال الباحث الأكاديمي طالب هاشم في حديث لـ”بصرة 365″، إن تحويل الشخصيات والأساطير التاريخية إلى نصوص مسرحية يتطلب فهمًا عميقًا للعلاقة بين الشخصية التاريخية والفن الأدبي”.
وأوضح أن “تحويل شخصية ذات بُعد تاريخي أو أسطوري، مثل شخصية تتعلق بالبترول، إلى عمل مسرحي، يتطلب كيفية معالجتها بشكل يبرز جوهرها من خلال الحوارات والأحداث المختارة بعناية”.
وأكد طالب على أن” الثقافة تمثل رسالة الاتحاد”، مشددًا على “أهمية التنوع الثقافي والاختلاف في تناول المساحات التاريخية، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية”.
ولفت إلى أن “هدف هذه النشاطات هو تعريف الجمهور، وخاصة الطلبة، بالشخصيات التاريخية المؤثرة لزيادة الوعي والمعرفة بتاريخنا”.
من جانبه، قال الكاتب فرزدق لـ “بصرة 365″، إن هناك تشابهًا بين الرواية والمسرح من حيث تناول الشخصيات والأحداث، لكن الحوار هو ما يميز كل جنس أدبي عن الآخر”، مشيرًا إلى “أهمية المعالجة الدرامية التي تنقل الرواية إلى المسرح أو حتى إلى السينما، كما حدث في أعمال عربية وعالمية، منها مسرحية مصيدة التي سلطت الضوء على قضية فلسـ ـطين”.
أما الفنان مجيد عبد الواحد فقد تطرق إلى تاريخ المسرح العربي، خاصة في مصر، مؤكدًا في حديثه لـ”بصرة 365″، أن “الرمز والتجريد لعبا دورًا مهمًا في تجاوز الرقابة السياسية”.
وأشار إلى “مسرحية عُرضت عام 1995 بعنوان الملك السعيد، هاجمت النظام الحاكم حينها، لكن المخرج طارق الإداري نجح باستخدام عناصر تقنية كالمكياج والإضاءة والملابس للتلاعب بالرقابة والتحايل على المسؤولين”.
وبيّن عبد الواحد أن “المسرح، بخلاف الرواية، يُمنح للمخرج مساحة أوسع من الحرية التقنية والفنية، لكنّه في الوقت ذاته يخضع لرقابة أشد، ما يجعل بعض النصوص تُعرض في أماكن بديلة، مثل قاعة عتبة، للابتعاد عن الضغوط”.
وفي ختام كلامه، شدد على أهمية “إدراج الأعمال المسرحية ضمن متطلبات التخرج في معاهد وكليات الفنون، باعتبار المسرح أداة تعليمية وتثقيفية قادرة على إيصال رسائل حقيقية إلى الجمهور، وتدريب الطلاب على الإبداع والتفاعل مع الواقع”.