البصرة اليوم
“صوغات” تذكارية تراثية..مجسمات القوارب البصرية تجذب الخليجيين

قناة البصرة BSR365 – خاص
بينما تتراجع قوارب الصيد الخشبية في البصرة مع انحسار مهنة الصيد التقليدية، تملأ نسخها المصغرة حقائب الزوار الخليجيين. حسين يصنع تذكارات لما لم تعد المدينة تحتاجه، والخليجيون يحملونها كـ “صوغات” تراثية تذكرهم بتاريخنا وتراثنا المشترك.
تحول بعد كأس الخليج
يؤكد حسين في حديثه إلى قناة البصرة BSR365 أن بطولة كأس الخليج في البصرة غيرت طبيعة عمله جذرياً. “صار انفتاح أكثر وصار البيع مباشراً مع دول الخليج. الآن أكثر القطع التي أشتغلها هي لدول الخليج” كهدايا تذكارية يحملها الزوار معهم.
لم يعد الإقبال مقتصراً على البصريين الذين يشترون “لأنهم يعرفون هذا الشيء وقيمته”، بل امتد للخليجيين الذين يبحثون عن هدايا تذكارية مميزة.
أنواع مطلوبة
يركز الطلب على مجسمات محددة: باص “أبو الخصيب”- النموذج الأكثر شعبية، والزوارق التقليدية لقوارب الصيد والنقل، واللنج والبلم العشاري – قوارب مشهورة في المنطقة تجذب الزوار كقطع تراثية نادرة.
معرفة مسبقة
يوضح حسين أن الخليجيين “يعرفون الزوارق، وباص أبو الخصيب”، مما يجعلهم يقدرون قيمة هذه المجسمات كهدايا أصيلة. هذه المعرفة تجعل البيع أسهل – الزبائن يأتون طالبين أنواعاً محددة دون الحاجة لشرح تاريخها.
تحسن مالي
الزوار الخليجيون أقل حساسية للأسعار من الزبائن المحليين، مما حسّن دخل حسين. القطعة التي تستغرق خمسة أيام عمل تُباع بسعر يفوق ما كان يحصل عليه محلياً.
تحديات وفرص
رغم زيادة الطلب، يواجه حسين قيوداً في الإنتاج. يعتمد على الخشب المستورد، خاصة الصيني، ولا يستطيع صنع القطع الكبيرة بسبب غلاء خشب الصاج. لكن الإقبال الخليجي شجعه على تطوير مهاراته وتعليم أطفاله الحرفة بجدية أكبر.
إرث عائلي متجدد
هذه المهنة التي توارثها حسين عن والده وجده منذ عام 1950، والتي بدأ العمل بها شخصياً في 1999-2000، تشهد اليوم نهضة جديدة بفضل التقدير المحلي والخليجي للتراث البحري المشترك. ما بدأ كحرفة محلية لصناعة الماطورات واللنجات الكبيرة، تحول اليوم إلى فن متخصص لإنتاج مجسمات تراثية تحمل ذاكرة البصرة البحرية إلى بيوت الخليج، مؤكداً أن التراث الأصيل يجد دائماً من يقدره ويحافظ عليه.


















