“السوداني جنّب العراق نار الحرب”..الهلالي لـ”بصرة 365″: الحياد لا يعنيأن نكون بلا دفاع.. والتفاهمات لن تحمي أجوائنا

أشاد السياسي عائد الهلالي، المقرب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بجهود الأخير في تجنيب العراق الدخول في أتون الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن الحياد لا ينبغي أن يعني التخلي عن امتلاك أدوات الدفاع.

وقال الهلالي في تصريح لـ”بصرة 365″: “مع انقشاع غبار الحرب بين إيران والكيان الصـ ـهيوني، يمكن القول إن السوداني تمكن بدرجة كبيرة من إبعاد العراق عن خط النار المباشر، في واحدة من أكثر اللحظات حساسية وخطورة مرت على الشرق الأوسط منذ سنوات”.

وأضاف: “رغم الضغط الهائل، والمخاوف من تحوّل العراق إلى ساحة لتبادل الرسائل الصاروخية أو الردود العسكرية، اختار السوداني نهج التهدئة والدبلوماسية الواقعية، مستفيدًا من علاقات متوازنة مع طهران وواشنطن، ومراهنًا على تغليب المصلحة الوطنية على أي اصطفاف عاطفي أو أيديولوجي”.

وأشار الهلالي إلى أن “السلطات العراقية مارست ضبطًا محسوبًا للساحة الأمنية، ومنعت الفصائل المسلحة من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، مما ساهم في تجنيب البلاد ويلات حرب لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل”.

ولفت إلى أن “السؤال اليوم هو: هل تنتهي مهمة العراق عند تفادي الاشتعال؟ أم أن الحرب، بدروسها ونتائجها، يجب أن تكون نقطة انطلاق لمراجعة الملفات الأكثر خطورة؟”، موضحًا أن “المواجهة كشفت هشاشة الدفاعات الجوية العراقية، واعتماد البلاد المفرط على تفاهمات سياسية غير مضمونة لتأمين أجوائها”.

وأكد الهلالي أن “العراق بحاجة إلى مراجعة جريئة لسياسات التسليح والدفاع الوطني، والتوجه نحو بناء قدرات عسكرية حقيقية تليق بموقعه الجغرافي وخطورته الاستراتيجية”.

وختم بالقول: “ما جرى في الإقليم لم يكن مجرد حرب بين قوتين، بل جرس إنذار للعراق: الحياد لا يعني الضعف، لكنه لا يجب أن يكون عارياً من الحماية، لقد أنقذ السوداني العراق من نار الحرب، لكن التحدي الحقيقي هو إنقاذ الدولة من هشاشتها”