اخبار اخرى
“القصّة القرآنية… بين السرد المقدس والفن الإبداعي”اتحاد أدباء البصرة يفتح بوابة الفكر في ندوة استثنائية

في أمسية فكرية حافلة بالحوار والتحليل، نظم اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة جلسة نوعية بعنوان: “ما هي القصّة القرآنية؟”، حضرها نخبة من الأدباء والأكاديميين والمثقفين، وسط أجواء فكرية اتسمت بالعمق والنقاش المتعدد الزوايا حول طبيعة القصّة في النص القرآني، وما تحمله من دلالات سردية وتربوية وفنية.
وقال الأستاذ المساعد الدكتور طالب هاشم بدن، في حديثه خلال الجلسة، إن الهدف من هذا اللقاء هو تسليط الضوء على الشكل والمضمون الفني في القصص القرآني، وكيفية تفاعل عناصر السرد مع البعد الزمني في النصوص المقدسة.
وقال فرزدق المنصوري، الذي أدار الجلسة، في تصريح خاص لبصرة 365، إن النقاش توزع على عشرة فصول وخمسة محاور، تناولت تعريف القصة القرآنية، محاورها، أساليبها، أنواعها، طرائق عرضها، وأغراضها، فضلًا عن العناصر الفنية المميزة لها، وصولًا إلى تطبيقات عملية توضح حضورها في بناء الفكر والوجدان، ودمج الماضي بالحاضر في تشكيل وعي الإنسان المسلم.
أما الدكتور عبد السلام زين العابدين، أستاذ تفسير وعلوم القرآن، فأكد أن الكتاب الذي استندت إليه الندوة يُعد من المؤلفات العميقة، مشيرًا إلى أنه قرأه مرتين، وقدم مداخلة نقدية تطرقت إلى مكامن القوة والضعف فيه، مشددًا على أن النقد البنّاء هو الأداة المثلى لتمييز الفكر الحقيقي من الزائف، تمامًا كما يُميز النقد المالي العملة الأصلية من المزيفة.
من جهته، أكد الباحث مجيد عبد الواحد أهمية دراسة القصص القرآني، لا باعتباره مجرد سرد، بل كمدخل تربوي ووعظي لفهم جوهر الرسالة الإلهية، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مصدر زاخر بالمعاني والإشارات العلمية والروحية، خاصة في موضوعات الإعجاز والمفاهيم العددية والمونتاج السردي، وهو ما يتطلب تدبّرًا لا مجرد تلاوة.
وشهدت الجلسة تفاعلًا واسعًا من الحاضرين، وتخللتها أسئلة وتساؤلات عميقة، أجاب عنها المؤلف بما توفّر من وقت، مؤكدًا أن القصّة القرآنية حقل معرفي مفتوح، ما زال بحاجة إلى دراسات موسعة وجهود بحثية متواصلة.
وأكد المشاركون في ختام الجلسة أن حضور مثل هذه الندوات يُعزز الوعي الفكري ويُسهم في ترسيخ ثقافة علمية قائمة على فهم النص الديني في بعده الجمالي والإنساني، وليس فقط العقائدي.


















