الاقتصاد
“المنطقة مهددة بأزمة مدمرة”.. محلل سياسي: على دول الخليج الضغط على واشنطن لتهدئة التصعيد

رأى المحلل السياسي عمار البصري أن على دول الخليج الضغط على الولايات المتحدة لتهدئة التصعيد بين إيران وإسرائيل، محذراً من أن المنطقة مهددة بأزمة اقتصادية مدمرة قد تؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز وتراجع الإمدادات النفطية العالمية بنسبة تصل إلى 30%.أشار البصري في حديث لقناة البصرة 365 إلى أن الدوافع الإسرائيلية للدخول في صراع مباشر مع إيران تعكس تخوفاً إسرائيلياً من تنامي القوة الإيرانية، خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية وتطوير الدفاعات الجوية والقوة العسكرية، إضافة إلى تزايد التأييد الشعبي العربي لإيران في المنطقة.ووصف الصراع بأنه ذو طبيعة دولية وليس مجرد نزاع إقليمي، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بينما تفتقر إيران للدعم العسكري المباشر من دول أخرى. ولفت إلى وجود القواعد الأمريكية في دول المنطقة كعامل مؤثر في مسار الصراع.أما بخصوص موقف الدول الغربية، فقد رأى البصري أن هناك تزايداً في القلق الغربي من نمو القوة العسكرية الإيرانية، مما قد يدفع الدول الداعمة لإسرائيل إلى تصعيد استراتيجياتها العسكرية.حذر المحلل من التداعيات الاقتصادية الخطيرة في حال استمرار التصعيد، موضحاً أن إيران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز كورقة ضغط اقتصادية. وبين أن حوالي 26% إلى 30% من النفط العالمي يمر عبر هذا المضيق، مما يعني أن إغلاقه سيؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات النفطية وارتفاع حاد في الأسعار عالمياً.وتطرق البصري إلى تأثير التصعيد على الدول المجاورة، مشيراً إلى أن الأوضاع في سوريا والعراق قد تأثرت بالصراع، حيث تمكنت إسرائيل من استخدام أجواء هاتين الدولتين للوصول إلى الأهداف الإيرانية، خاصة بعد تدمير منظومات الدفاع الجوي في سوريا.اعتبر المحلل أن التصعيد الحالي قد يعيد القضية الفلسطينية إلى المقدمة، مشيراً إلى أن المواجهة أظهرت إمكانية مقاومة القوة الإسرائيلية في المنطقة، مما حظي بتأييد سياسي في عدد من دول المنطقة.ورأى البصري أن على دول الخليج استخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي للضغط على الولايات المتحدة من أجل التهدئة، مؤكداً أن المنطقة ستواجه أزمة اقتصادية كبيرة تضر بشعوبها في حال استمرار الصراع. وأشار إلى أن البنوك العالمية والأمريكية تدعمها دول الخليج بنسبة كبيرة، مما يمنحها أدوات ضغط فعالة.وحول إمكانيات التسوية، أكد المحلل أن الطريق نحو التهدئة ممكن عبر تدخل الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى دول الخليج، للعمل على حل سياسي. ورأى ضرورة إجراء حوار حول المسألة النووية الإيرانية والاعتراف بحق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مشدداً على ضرورة رفض انتشار الأسلحة النووية في جميع دول المنطقة.