الاقتصاد
اقتصاد العراق في خطر..السعدي: الحرب الإيرانية – الإسرائيلية تهدد الصادرات والنمو والاستقرار المالي

حذر أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، اليوم الجمعة، من التأثيرات الاقتصادية الخطيرة التي قد تواجه العراق نتيجة الحرب الدائرة بين إيران وإسرائـ. يل، مشيرًا إلى أن درجة التأثير تعتمد على اتساع رقعة المواجهة واستهداف البنى التحتية النفطية في المنطقة.
وأوضح السعدي في حديث لـ بصرة 365 أن العراق يعتمد بشكل شبه كامل على صادراته النفطية التي تمر عبر الخليج العربي، تحديدًا مضيق هرمز، مما يجعله عرضة لمخاطر تعطل حركة الملاحة أو استهداف المنشآت النفطية، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حجم الصادرات وارتفاع كلفة التأمين والشحن، مما ينعكس سلبًا على الإيرادات العامة.
ورغم أن أسعار النفط ارتفعت مؤخرًا متجاوزة 90 دولارًا للبرميل، إلا أن السعدي أكد أن هذه الزيادة تحمل معها مخاطر مضاعفة، مثل تقلبات السوق العالمية واحتمال حدوث كساد اقتصادي قد يضعف الطلب العالمي لاحقًا.
وأشار إلى أن أكبر تحدٍ اقتصادي للعراق يكمن في افتقاره إلى خطة طوارئ اقتصادية واضحة، فضلًا عن ضعف التنويع الاقتصادي الذي يجعله مكشوفًا أمام الصدمات الخارجية، حيث أن تعطيل أي منفذ تصديري، حتى لو كان مؤقتًا، قد يشكل تهديدًا مباشرًا للسيولة العامة، مما يعوق تمويل الرواتب والمشاريع والخدمات الأساسية.
وأضاف السعدي أن التصعيد العسكري الإقليمي قد يؤدي إلى تراجع الاستثمار الأجنبي، حيث يتردد المستثمرون الدوليون في دخول السوق العراقية أو قد يوقفون مشاريعهم القائمة، مؤكدًا أن خروج رؤوس الأموال المحلية بسبب ضعف الثقة بالبيئة الإقليمية سيزيد من تباطؤ النشاط الاقتصادي.
ولمواجهة هذه التأثيرات المحتملة، شدد السعدي على الحاجة إلى تحرك عاجل على ثلاثة مستويات، أبرزها العمل الدبلوماسي النشط لضمان تحييد العراق عن التصعيد العسكري، وتأمين طرق تصدير بديلة للنفط مثل إحياء خط الأنابيب التركي أو البحث عن مسارات عبر الأردن أو السعودية، فضلاً عن ضرورة تفعيل خطة طوارئ مالية داخلية لضمان استقرار الإيرادات وتحفيز مشاريع تنويع الاقتصاد في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والصناعة التحويلية.


















