البصرة اليوم
البصرة “تغلي”..صدام بين خريجي النفط والشغب.. وصرخات “نريد عقوداً لا ملاحقات”

شهدت مدينة البصرة، اليوم الأحد، تصعيداً احتجاجياً مع خروج المئات من خريجي كليات الهندسة والجيولوجيا والعلوم النفطية في تظاهرة سلمية أمام مقر شركة نفط البصرة، للمطالبة بفرص عمل وعقود في الشركات النفطية، وسط احتكاك عنيف وقع بينهم وبين قوات مكافحة الشغب.مراسل “بصرة 365” وثّق في مقاطع فيديو حصرية لحظات المطاردة بين قوات الشغب والمتظاهرين، حيث سُمع أحد المحتجين يصرخ “لا يضرب.. سلمية!”، بينما أظهرت لقطات أخرى سقوط أحد المتظاهرين مغشياً عليه وسط الشارع، وسط حالة من الفوضى والتوتر، في حين زعمت قوات الأمن أن المتظاهر المذكور كان قد اعتدى على أحد عناصرها.”ما نريده بسيط.. عقود لا أكثر”المهندس محمد نعمة، أحد المشاركين في التظاهرة، قال لـ”بصرة 365”: “طلعنا اليوم للمطالبة بحقوقنا.. نريد عقوداً في مصفى FCC وشركات النفط، لكن كل ما نحصل عليه هو الملاحقات والأمراض. لا نملك سوى هذا الصوت، ومع ذلك يواجهونه بالشغب”.أما المهندس فهد محمد علي فاعتبر أن ما جرى “قمع لتظاهرة كانت هادئة بالكامل”، وأضاف: “الوضع كان سلمي جداً، لكن فجأة هجموا علينا، نقلنا أحد المتظاهرين بتاكسي لأنه فقد وعيه وما لحقت عليه سيارة إسعاف. مطالبنا بسيطة.. تعبنا وسهرنا سنوات، ونريد فقط تعيينات”.”رسالة من أهل المدينة إلى وزير النفط”المواطن عيسى علي زياد، وهو والد مهندس كيميائي خريج منذ عام 2022، عبّر عن إحباطه قائلاً: “أنا من المدينة وأعمل فلاحاً، وقدمت ضحايا وشهداء.. ابني لا يجد وظيفة رغم تفوقه، بينما الشركات تجلب عمالة من خارج المحافظة. نناشد وزير النفط حيان عبد الغني، ابن البصرة، أن ينظر في حال أبنائه”.”إما استجابة.. أو انسداد خطير في الحقول”من جهته، قال حسن عبد الأمير، ممثل المتظاهرين، إن هذه هي المرة الرابعة التي يخرج فيها الخريجون دون أي استجابة من الجهات الرسمية، محلية كانت أو اتحادية.وأضاف: “نطالب بعقود وزارية داخل الشركات النفطية الرابحة، ضمن الموازنة الحالية التي لم تُصوّت بعد على جداولها. الوضع إذا استمر هكذا، قد يتطور إلى انسداد في الطرق المؤدية إلى المشاريع النفطية مثل FCC وشركة غاز البصرة”.وتابع عبد الأمير برسالة مباشرة إلى وزير النفط:”أغلب الخريجات معدلاتهن فوق 90، واليوم واقفات تحت الشمس بكرامة للمطالبة بحق قانوني. هل ترضى بذلك؟ نحن أبناء هذه الأرض، ولابد أن نجد من يسمعنا قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة”.