خاص بصرة 365
“بيكم خير الزموني ما أخاف من الدولة”..سند يرفع دعوى ضد مديرة “بصرة 365”وتهديداته السابقة تعود للواجهة

في وقتٍ لا تزال فيه حرية الإعلام في العراق تُواجه اختبارات متكرّرة، تداولت أوساط سياسية وإعلامية خبرًا مفاده أن النائب مصطفى سند تقدم بدعوى قضائية ضد الصحفية هديل المولى، مديرة قناة “بصرة 365”، أمام المحكمة الثالثة – قاضي الجرائم، في خطوة اعتبرها كثيرون امتدادًا لحلقة جديدة من الضغط المتصاعد على الأصوات الإعلامية غير المنضبطة بالرغبة السياسية.
الدعوى، التي لم يُكشف رسميًا عن مضمونها الكامل، جاءت بعد أيام قليلة من سلسلة تصريحات مثيرة أطلقها سند، أظهرت نمطًا من التهديد غير المسبوق تجاه خصومه ومخالفيه، حيث قال علنًا في إحدى الردود المتداولة: “ما أخاف من الدولة” بحسب الباحث آراس عبد الخالق، وفي منشور آخر موجّه لوزارة الداخلية: “بيكم خير الزموني”، وهي عبارات لا تبدو فقط خروجًا على منطق المؤسسات، بل تكشف – في نظر مراقبين – عن ذهنية تصادمية تتجاوز الخطاب السياسي إلى تلميحات سلطوية.
ووسط هذه التصريحات، انطلقت حملة إلكترونية شرسة يقودها أنصار سند عبر مواقع التواصل، استهدفت مديرة القناة شخصيًا، بتوصيفات وتلميحات تمس كرامتها ومهنيتها، وتُعيد إلى الواجهة خطابًا قمعيًا يُجرّم الصحفي بدل أن يناقشه، ويشيطن المرأة بدل أن يحاورها، خصوصًا حين تكون صاحبة قرار إعلامي مؤثر في فضاء محافظ كالجنوب.
قناة “بصرة 365”، وفي بيان مقتضب، اكتفت بالتأكيد على أن الدعوى القضائية – أيًّا كان سياقها – لن تُثني القناة عن رسالتها في تقديم محتوى مهني مستقل، وأن التزامها الأوّل والأخير هو مع المواطن، وحقه في الوصول إلى المعلومة بعيدًا عن التوجيه أو الترويع.
كما شددت إدارة القناة على ثقتها التامة في نزاهة القضاء العراقي، داعية في الوقت ذاته نقابة الصحفيين العراقيين، والمنظمات المعنية بحرية التعبير، إلى متابعة ما يجري عن كثب، لأن السكوت على هذا النوع من الاستهداف قد يفتح الباب أمام مرحلة خطيرة من إخضاع الإعلام للنفوذ السياسي، وتحويل الكلمة الحرة إلى ملف جرمٍ في أروقة المحاكم.
ويرى بعض المراقبين أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تمثّل نموذجًا مقلقًا لتكتيك جديد يُمارسه بعض النافذين: رفع دعاوى قضائية ضد الصحفيين المستقلين بهدف إشغالهم، تشويههم، أو تطويعهم عبر القضاء، خصوصًا حين يُقرن ذلك بخطاب استعلائي يضع صاحبه فوق الدولة ومؤسساتها.
هديل المولى، التي تدير “بصرة 365” منذ أكثر من عامين، تُعرف بمواقفها الحيادية، وإدارتها لمحتوى متوازن جمع بين المهنية والتحليل العميق، دون أن تنجر القناة إلى الاستقطاب السياسي، ما يجعل استهدافها اليوم إنذارًا حقيقيًا لِما قد يطال أي مؤسسة أو شخصية إعلامية اختارت أن تكون خارج سرب التبعية.