خاص بصرة 365
مختص يكشف لـ”بصرة 365″:تصعيد الهند وباكستان يهدد اقتصاد العراق..تحذيرات من تقلبات النفط واضطرابات التجارة

كشف أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، اليوم الاثنين، عن تأثيرات التصعيد الهندي – الباكستاني على العراق اقتصاديا خلال المرحلة المقبلة.
وقال السعدي في تصريح خاص لـ”بصرة 365″، انه “اعتقد أن تصاعد الأزمة بين الهند وباكستان، وهما قوتان نوويتان وجارتان متنافستان، لا يمكن أن يُنظر إليه بمعزل عن تأثيراته غير المباشرة على دول مثل العراق، خاصة في ظل التشابك المتزايد للأسواق العالمية، فالعراق قد لا يكون طرفًا مباشرًا في النزاع، لكن ارتباطه بأسواق النفط العالمية، وعلاقاته التجارية مع الهند، تجعله عرضة لتداعيات محتملة يجب الانتباه لها بعناية”.
وبين ان “أول ما يخطر ببالي في هذا السياق هو حساسية العراق المفرطة تجاه أي تقلبات في أسعار النفط العالمية، الأزمة بين الهند وباكستان، إذا ما تطورت إلى مواجهة عسكرية، قد تؤدي إلى اضطراب في الإمدادات أو إلى زيادة في الطلب الإقليمي على الوقود، مما قد يدفع بأسعار النفط نحو الارتفاع، من حيث المبدأ، هذا قد يبدو مفيدًا للعراق بوصفه مصدرًا رئيسيًا للنفط، لكن الواقع أكثر تعقيدًا، فارتفاع الأسعار على المدى القصير قد يوفر إيرادات إضافية، لكن استمرار التوتر قد يعمق حالة عدم اليقين في الأسواق ويضعف الاستقرار الاقتصادي في الهند، أحد أكبر عملاء النفط العراقي، ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب الهندي أو إعادة توجيه استيراد الطاقة نحو شركاء أقل تأثرًا بالتقلبات الجيوسياسية، وهو ما قد ينعكس سلبًا على صادرات العراق”.
وأضاف انه “ناهيك عن أن العراق، باعتباره اقتصادًا ناميًا يعتمد على التجارة والاستيراد بشكل كبير، قد يتأثر باضطرابات سلاسل التوريد، خاصة في حال أُغلقت الموانئ أو تعطلت خطوط الشحن عبر المحيط الهندي، وهي منطقة ترتبط بشكل وثيق بالتجارة بين آسيا والشرق الأوسط، فمن المعروف أن العراق يستورد العديد من السلع، سواء من الهند مباشرة أو عبر وسطاء إقليميين، وأي اختلال في هذه الشبكة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار محليًا أو إلى نقص في بعض السلع الأساسية”.
وتابع السعدي انه “أما من حيث السياسات، فإنني أرى ضرورة أن يتحرك العراق استباقيًا لتقليل احتمالات التأثر، أول ما يجب التفكير فيه هو تعزيز التنويع الاقتصادي الحقيقي، ليس فقط كشعار، بل كإستراتيجية عملية تضع الزراعة، والصناعة، والخدمات في موقع متقدم. هذه الأزمة تذكرنا بأن الاعتماد المفرط على مصدر واحد للدخل يجعلنا رهائن لأي تقلب خارجي”.
وختم أستاذ الاقتصاد الدولي قوله انه “ثانيًا، العراق بحاجة إلى توسيع شبكة شركائه التجاريين. الهند شريك مهم، لكنها ليست الوحيدة. لا بد من فتح قنوات اقتصادية جديدة في آسيا الوسطى، وشرق إفريقيا، وأوروبا الشرقية، بحيث لا يتوقف مصير التجارة الخارجية على علاقاتنا مع دولة أو اثنتين”.


















