اخبار دولية
بغداد تدرس تقديم “هبة إعمار” إلى لبنان دون تحويل أموال جديدة..ومخاوف من عرقلة داخلية

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الحكومة العراقية تدرس آلية جديدة لدعم لبنان، تتركز على استخدام الأموال المودعة في حساباتها لدى مصرف لبنان، بدلاً من ضخ تمويل جديد، بهدف المساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير.وبحسب المعلومات، فإن الخطة العراقية تقوم على نقل الأموال المجمدة في المصرف المركزي اللبناني إلى هيئة رسمية لبنانية، تُعنى بإعمار المساكن حصراً، بعيدًا عن مشاريع البنى التحتية لتجنب التلاعب وسوء الاستخدام. ويجري تداول مقترح بأن تختار بغداد قرى وبلدات محددة كما فعلت دول عربية عقب حرب تموز 2006.وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية لم تتلقَ بعد أي إشعار رسمي بشأن هذه المبادرة، إلا أن الزيارة الأخيرة لوزير المال اللبناني ياسين جابر إلى بغداد حملت مؤشرات إيجابية، إذ أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التزام بلاده بدعم لبنان في إعادة الإعمار.ويواصل العراق تزويد لبنان بالفيول لتشغيل محطات الكهرباء، في إطار اتفاق حكومي لا يزال قائماً، ويشمل تسهيلات في السداد. وقد بلغت الأموال المحولة إلى حساب العراق في مصرف لبنان حتى الآن نحو 550 مليون دولار من أصل 1.2 مليار دولار مستحقة، تتنوع بين مبالغ بالدولار والليرة اللبنانية، بينها جزء “فريش”.وتنص الآلية المتفق عليها أن تقوم وزارة الطاقة اللبنانية بإبلاغ مصرف لبنان بعد تسلّم كل شحنة وقود، ليتم الدفع خلال عام من الاستلام. ويجري التنسيق بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي من دون تدخل مباشر من رئاسة الحكومة أو وزارة المال.المصادر أكدت أن هذه الهبة لا تحتاج إلى موافقات خارجية، بل يكفي أن تعلن الحكومة العراقية نيتها وتحسم هوية الجهة المشرفة على التنفيذ. إلا أن الصحيفة لفتت إلى ما وصفته بـ”اللا مبالاة” من الحكومة اللبنانية، والتي قد تعيق هذا الدعم، وسط اتهامات بأنها تتهرب من إطلاق عملية الإعمار لدوافع سياسية.وتختم الأخبار تقريرها بالتحذير من أن استمرار تجاهل المبادرة العراقية قد يشعل موجة غضب شعبي في المناطق المتضررة، مطالبة بتحرك عاجل يقطع الطريق على التجاذبات السياسية ويعيد الأمل إلى العائلات المنكوبة.


















