البصرة اليوم
“كلمات رديئة” في المعقل..شعراء شعبيون يحتفون بقصيدة النثر: ميثم راضي يروي قصة المعلّقة

شهدت مدينة البصرة اليوم جلسة احتفائية نوعية لتكريم الشاعر العراقي ميثم راضي، الفائز بجائزة المعلقة للشعر العربي التي نظمتها المملكة العربية السعودية عن فئة قصيدة النثر. أقيمت الجلسة في منتدى الطريق الأدبي بالتعاون مع مؤسسة سومر الفنية، وسط حضور ثقافي واسع من شعراء ومثقفين وفنانين وإعلاميين.
الجلسة، التي وُصفت بأنها الأولى من نوعها في تكريم هذا المنجز، جاءت لتسلط الضوء على إنجاز أدبي عراقي استثنائي، واحتفاءً باسم شعري تمكن من نقل صوت العراق إلى منصة عربية مرموقة.
وفي كلمة له خلال الجلسة، أعرب الشاعر ميثم راضي عن اعتزازه الكبير بهذا التكريم، قائلاً: “إنها المرة الأولى التي تُمنح فيها قصيدة النثر فرصة حقيقية للظهور على المسرح من خلال برنامج تلفزيوني، وقد كانت مشاركتي في برنامج المعلقة بمثابة تجربة غيّرت مفهومي عن العلاقة بين النص والإلقاء والجمهور. أنا ممتن جداً لمؤسسة سومر ومنتدى الطريق على هذه الدعوة النبيلة، وتكريمي في البصرة له وقع خاص جداً.”
وأضاف راضي أن قصائده التي شارك بها في البرنامج توزعت على ثلاثة نصوص، أبرزها: “كلمات رديئة”، و”رمية هدف جديد لرمي قديم”، و”ينظر كأنه أنت”، مؤكداً أن النصوص تناولت قضايا ترتبط بهوية العراق، وألم الواقع، ومحاولة اقتراح حلول فكرية وجمالية.
قاسم أمين، أحد المتحدثين في الجلسة، أشار إلى أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية المستقلة، وقال: “لولا دعم جهات مثل مؤسسة سومر، لربما اندثرت مثل هذه النشاطات. الدعم الحكومي الثقافي، للأسف، معدوم تماماً، والدعم المؤسسي القائم لا يكفي وحده لدفع عجلة الثقافة.”
من جهته، قال الشاعر مصطفى حرب: “نحن كشعراء شعبيين في البصرة نثمن هذه الخطوة المهمة، ونعتبر تكريم القامات العراقية واجباً وطنياً وأدبياً. الأستاذ ميثم راضي يستحق هذا وأكثر، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لشاعر رفع اسم العراق عربياً.”
أما يوسف الدراجي، فقد دعا عبر كلمته إلى التفاتة حقيقية من الجهات الرسمية، خصوصاً وزارة الثقافة ودوائر الشباب والرياضة، للاهتمام بالمنجز العراقي والاحتفاء به كما تفعل الدول الأخرى، وقال: “للأسف، نرى المنجز العراقي يُحتفى به في الخارج أكثر مما يُحتفى به داخل الوطن، وهو أمر مؤلم لا يليق بتاريخ العراق الثقافي.”
وتأتي هذه الجلسة كخطوة مهمة في سياق دعم الطاقات الأدبية الشابة وتعزيز الحضور الثقافي العراقي في المحافل الدولية، وسط دعوات متزايدة لتبني سياسات رسمية داعمة للمشهد الثقافي بمختلف أشكاله.

