اخبار اخرى
الأرض تدخل عصراً شمسياً جديداً:نشاط فضائي متصاعد يهدد التكنولوجيا ويمنح فرصاً للاستكشاف

كشفت دراسة علمية حديثة أن كوكب الأرض مقبل على حقبة طويلة من النشاط الشمسي المكثف، يُتوقع أن تستمر لعقود، ما ينذر بتغيرات جذرية في أنماط الطقس الفضائي وتأثيرات مباشرة على التكنولوجيا الحديثة.الدراسة التي أجراها فريق بحثي من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في ولاية كولورادو الأميركية، اعتمدت على تحليل بيانات الأقمار الصناعية على مدى 45 عاماً، وبيّنت أن كثافة الجسيمات المشحونة، لا سيما البروتونات المحيطة بالأرض، كانت في تزايد مطّرد حتى بلغت ذروتها عام 2021، قبل أن تبدأ بالتراجع تزامناً مع انطلاق الدورة الشمسية الحالية.العلماء ربطوا هذه التحولات الغامضة بدورة فلكية تعرف باسم “دورة غلايسبرغ”، تمتد لنحو 100 عام، وتتأرجح فيها شدة النشاط الشمسي بين تصاعد وهبوط على مدى ثماني دورات. ووفقاً للبيانات، فقد تجاوزت الشمس أدنى نقطة في هذه الدورة، ما يشير إلى أننا دخلنا بالفعل مرحلة تصاعدية من العواصف الشمسية والتوهجات القوية.ورغم أن هذه الظواهر الكونية تحمل تهديدات واضحة للبنية التحتية التكنولوجية، مثل تعطيل الأقمار الاصطناعية، وتشويش أنظمة الاتصالات، وحتى التأثير على شبكات الكهرباء، فإن المفارقة تكمن في ما تحمله من فوائد غير متوقعة.إذ يقول العلماء إن النشاط الشمسي المكثف يؤدي إلى تسخين الغلاف الجوي العلوي للأرض وتمديده، ما يخلق درعاً طبيعياً ضد الجسيمات المشحونة عالية الطاقة، ويقلل من مخاطر الإشعاع على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. هذه الظاهرة قد تُسهم في تمهيد الطريق لمهام فضائية مأهولة أكثر أماناً في المستقبل.لكن التحذيرات لا تزال قائمة، إذ أن فترات الذروة الشمسية تُضاعف فرص التعرض لعواصف مغناطيسية مفاجئة، يمكن أن تتسبب بما يعرف بـ”السحبات الجوية”، التي تؤثر على مدارات الأقمار الصناعية وتجبرها على استخدام وقود إضافي للحفاظ على مواقعها.وقد وقعت إحدى هذه الحوادث فعلاً في مايو الماضي، حين اضطرت آلاف الأقمار الاصطناعية إلى تعديل مداراتها بشكل طارئ بعد عاصفة شمسية عنيفة هزت الغلاف الجوي العلوي للأرض.ورغم هذا التوازن المعقد بين المخاطر والفوائد، يؤكد الباحثون أن فهم هذه الظواهر المتصاعدة يمثل خطوة مهمة نحو تأمين البنية التحتية الفضائية على الأرض، وفتح آفاق جديدة في مجال استكشاف الفضاء البعيد.


















