العراق يخطو نحو الاستمطار الصناعي..مشروع طموح لمواجهة شح المياه وتعزيز الأمن الغذائي

كشف المتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، عامر الجابري، عن انطلاق المراحل الأولية لمشروع الاستمطار الصناعي، في خطوة تهدف إلى زيادة الموارد المائية وتحسين جودة الهواء وتعزيز الإنتاج الزراعي.مراحل متقدمة وخبرات عالميةوأوضح الجابري، في تصريح تابعته “بصرة 365”, أن الهيئة العامة للأنواء الجوية، بالتعاون مع وزارة النقل، أجرت دراسة مستفيضة للمشروع، الذي عُرض أمام رئيس الوزراء وحصل على بعض الموافقات الأولية. وأضاف أن الهيئة عقدت اجتماعات مكثفة، كان آخرها قبل أيام بحضور ممثلين عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لمناقشة الجوانب العلمية واللوجستية للمشروع.وأشار إلى أن دراسة الجدوى وصلت إلى مراحلها النهائية، مؤكدًا أن المشروع يحتاج إلى ميزانية ضخمة وطائرات متخصصة، تشمل طائرات استطلاع لتحديد المناطق المستهدفة، وأخرى لتحفيز الغيوم.تعاون دولي لتعزيز المشروعوبيّن الجابري أن العراق يسعى للاستفادة من خبرات الدول الرائدة في الاستمطار الصناعي، مثل أستراليا وألمانيا، حيث تم عقد اجتماع مع تحالف الشركات الأسترالي “ART” وشركة “CST” الألمانية المتخصصة في هذا المجال. وأوضح أن أستراليا بدأت تجربة الاستمطار منذ عام 1940، مما دفع العراق للتواصل معها للاستفادة من خبراتها، إلى جانب الاستفادة من تجربة سلطنة عمان في هذا المجال.خطط جغرافية مدروسةوأكد الجابري أن العراق قُسم إلى ثلاث أو أربع مناطق وفق احتياجاتها المائية والزراعية، حيث سيتم التركيز على المناطق الزراعية في الوسط والجنوب، بالإضافة إلى بعض مناطق إقليم كردستان والموصل، لتوفير أكبر قدر ممكن من الفائدة. كما أشار إلى وجود تنسيق مباشر بين هيئة الأنواء الجوية ومديرية الأنواء الجوية في إقليم كردستان لضمان تنفيذ المشروع بشكل متكامل.تحديات مالية وطموحات كبيرةوأشار الجابري إلى أن المشروع يتطلب تخصيصات مالية ضخمة، حيث يحتاج إلى أربع طائرات على الأقل، طائرتين للاستطلاع وأخريين لتحفيز الغيوم، مؤكدًا أن الكلفة الإجمالية “عالية جدًا”، نظرًا لحجم المعدات والتقنيات المطلوبة.التزام حكومي ودراسات مكثفةواختتم الجابري حديثه بالتأكيد على أن اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة المشروع تعمل وفق معايير منظمة الأرصاد الجوية العالمية، وأن الاجتماعات مستمرة حتى خلال العطل الرسمية لضمان إنجاز الدراسات بأسرع وقت ممكن، مشددًا على التزام وزارة النقل والهيئة العامة للأنواء الجوية بمتابعة المشروع بدقة، نظرًا لأهميته الكبيرة في دعم الأمن المائي والغذائي في العراق