ظاهرة فضائية نادرة: عاصفة شمسية غيرت مجال الأرض المغناطيسي وأذهلت العلماء!

شهد كوكب الأرض في مايو الماضي حدثًا فريدًا من نوعه، حيث اجتاحت عاصفة شمسية ضخمة مجاله المغناطيسي، تاركةً وراءها تأثيرات غير مسبوقة وصلت حتى أعماق المحيطات. هذه العاصفة، التي نتجت عن نشاط مكثف للشهب على سطح الشمس، أطلقت جزيئات شمسية تسببت في تفاعل غير معتاد للمجال المغناطيسي للأرض، مما أدى إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق لم تشهده من قبل.

ولكن المفاجأة الأكبر كانت الاكتشافات التي توصل إليها العلماء بعد أشهر من هذه الظاهرة. وفقًا لتقرير نشره موقع “sciencealert”، وجد الباحثون أن الأرض أصبحت محاطة بحزامين إشعاعيين جديدين، أحدهما يحتوي على إلكترونات والآخر على بروتونات نشطة، وهي ظاهرة لم تُرصد من قبل.

وصرح الفيزيائي شينلين لي من جامعة كولورادو بولدر: “عندما قارنّا البيانات قبل وبعد العاصفة، قلت: ‘واو، هذا شيء جديد تمامًا’. هذا مذهل حقًا.”

عادةً ما تحيط بالأرض أحزمة إشعاعية ثابتة تُعرف بحزامي فان آلن، والتي تعمل كطبقات واقية تحمي الكوكب من الجزيئات الشمسية الضارة. لكن الأحزمة الإشعاعية الجديدة التي اكتُشفت حديثًا تُظهر تأثيرًا غير تقليدي للعاصفة الشمسية، حيث بقيت هذه الأحزمة لفترة أطول من المعتاد، مما يفتح الباب أمام دراسات جديدة لفهم طبيعتها وتأثيراتها.

وأضاف الفلكي ديفيد سيبيك من مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لناسا: “هذه الإلكترونات والبروتونات عالية الطاقة التي وجدت طريقها إلى بيئة الأرض المغناطيسية الداخلية قد تبقى هناك لفترة طويلة جدًا.”

هذه الاكتشافات ليست مثيرة للاهتمام من الناحية العلمية فحسب، بل لها أيضًا تداعيات عملية مهمة، خاصة فيما يتعلق بالأقمار الصناعية والتقنيات الفضائية. فالجزيئات عالية الطاقة قد تشكل خطرًا على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، مما يتطلب مزيدًا من البحث لتطوير آليات حماية أكثر فعالية.