العالم
من القمامة إلى الكوارث: التغير المناخي يفتح الباب أمام غزو الفئران للمدن

كشفت دراسة حديثة أن ظاهرة التغير المناخي قد تكون وراء الزيادة الكبيرة في أعداد الفئران في العديد من المدن حول العالم، بما في ذلك مدن أميركية مثل نيويورك وشيكاغو، بالإضافة إلى مدن أخرى مثل تورنتو الكندية وطوكيو اليابانية وأمستردام الهولندية.الدراسة، التي أجراها أستاذ علم الأحياء بجامعة ريتشموند الأميركية، جوناثان ريتشاردسون، ونُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز”، ربطت بين ارتفاع درجات الحرارة وانتشار هذه القوارض بشكل غير مسبوق.وأوضح ريتشاردسون أن ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في فصل الشتاء، يمنح الفئران مزيداً من الوقت للبحث عن الطعام والتكاثر على مدار العام، مما يؤدي إلى زيادة أعدادها بشكل كبير. وأضاف أن المناخ الأكثر دفئاً يطيل أيضاً مواسم النمو، مما يوفر للفئران مصادر غذائية إضافية وأماكن للاختباء.ولم تتوقف الدراسة عند هذا الحد، بل أشارت إلى أن روائح الطعام والقمامة تنتشر لمسافات أبعد في الطقس الدافئ، مما يجعل من السهل على الفئران العثور على غذائها. وهذا الأمر يزيد من تفاقم المشكلة، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تعاني البنية التحتية من أضرار جسيمة بسبب نشاط هذه القوارض.لا تقتصر مشكلة الفئران على الإزعاج فحسب، بل تمتد إلى أضرار اقتصادية وصحية خطيرة. وفقاً لشبكة “سي إن إن”، تتسبب الفئران في أضرار تقدر بنحو 27 مليار دولار سنوياًفي الولايات المتحدة وحدها، حيث تقوم بقضم كابلات الكهرباء مما قد يتسبب في حرائق، بالإضافة إلى تلويث الطعام وإتلاف الممتلكات.و أما من الناحية الصحية، فقد حذر خبير الآفات في جامعة كورنيل، مات فراي، من أن الفئران ترتبط بأكثر من 50 مسبباً للأمراض التي تصيب البشر، بما في ذلك أمراض خطيرة مثل داء البريميات (مرض ويل)، الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد والكلى وحتى الوفاة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.وفي ظل هذه التحديات، يبحث العلماء عن حلول للحد من انتشار الفئران، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي. وتشير الدراسة إلى أن المدن بحاجة إلى تبني استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة النفايات والحد من مصادر الغذاء المتاحة للفئران، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية لمنع هذه القوارض من إلحاق المزيد من الأضرار.