دار الإفتاء المصرية: زيارة مقامات آل البيت من أعظم القُرُبات وأمر نبوي موصى به

أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، محمد وسام، أن زيارة القبور ليست مجرد عادة، بل سُنّة نبوية عظيمة تحمل في طياتها معاني روحية عميقة وعبر إيمانية تُذكّر الإنسان بحقيقة الموت وتُعيد له صلة الرحم.واستشهد وسام بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدما أُذن له بزيارة قبر والدته السيدة آمنة، حيث قال: “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة”.وأوضح وسام، خلال تصريحات تلفزيونية تابعتها “بصرة 365″، أن زيارة القبور مرت بمرحلة تحوّل تاريخي في الإسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عنها في البداية، لكن هذا النهي كان تمهيدًا لحُكم لاحق، ليصبح بعد ذلك سُنّة مؤكدة بعد أن أذن الله له بزيارة قبر والدته، فتحوّلت إلى عبادة روحية تُحيي القلوب وتُقرّب العبد من ربه.كما تطرّق أمين الفتوى إلى زيارة قبور آل البيت (عليهم السلام)، مؤكدًا أن لها مكانة خاصة في الإسلام، نظرًا للمنزلة العظيمة التي يتمتع بها آل البيت. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”، مؤكدًا أن زيارة مقاماتهم تُعد من أعظم القُرُبات إلى الله، حيث تُشبه روضات من رياض الجنة، وتأتي امتثالًا لأمر النبي وتكريمًا لذكراهم.وردًا على الشبهات التي تُثار حول زيارة القبور، أوضح وسام أن حديث النبي: “لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد”، يتحدث عن المساجد وليس عن القبور، داعيًا إلى عدم الخلط بين الأمرين. وأكد أن هذه الشبهات تهدف إلى صدّ الناس عن سُنّة نبوية مؤكدة، مخالفين بذلك وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: “أذكّركم الله في أهل بيتي”.وفي ختام حديثه، دعا وسام المسلمين إلى التمسك بهذه السُنّة المباركة، مؤكدًا أن زيارة مراقد آل البيت (عليهم السلام) تُرسّخ المحبة في القلوب وتُحيي سُنّة النبي وأهل بيته، مشددًا على أهمية الاستفادة من روحانيات هذه الزيارات في تعزيز القرب من الله وتذكير النفس بحقيقة الدنيا والآخرة.