السياسة
ضمانات دولية لحماية المقدسات..سند يكشف كواليس سقوط النظام السوري
كشف النائب مصطفى سند جانباً من كواليس سقوط النظام السوري وأسباب امتناع الأطراف العراقية عن التدخل في الدفاع عن نظام بشار الأسد. مضيفاً أن هذا الموقف جاء نتيجة اتفاقات وضمانات دولية تعهدت بحماية المقدسات في سوريا وعدم المساس بها.
وفي تقييمه للوضع الراهن، أكد سند في فيديو له تابعته قناة البصرة BSR365 أن العراق في موقع أقوى بكثير مما كان عليه في السابق، مشيراً إلى أن المشهد الحالي في سوريا يشبه “فرحة شهر العسل”. لكنه حذّر من أن هذه المرحلة قد تكون مؤقتة، متوقعاً أن تتحول سوريا في المستقبل القريب إلى دولة صلبة في مواجهة إسرائيل، التي تتحرك حالياً في الأراضي السورية دون أي رادع يُذكر.
وشرح سند كيف أن الأحداث في سوريا منذ عام 2011، بما فيها من مظاهرات وسقوط مناطق ومحافظات كبيرة، ألقت بظلالها على العراق. وأوضح أن العراق نجا من تداعيات هذه الأحداث بفضل الفتوى المرجعية للسيد السيستاني، وما تبعها من استجابة الشباب العراقيين الذين قدموا تضحيات كبيرة، وتشكيل هيئة الحشد الشعبي.
وكشف عن تعقيدات المشهد السوري مع تدخل قوى إقليمية ودولية متعددة. فالولايات المتحدة الأمريكية، رغم بُعدها الجغرافي بمسافة عشرة آلاف كيلومتر، تدخلت بحجة حماية أمنها القومي. كما توغلت تركيا في العمق السوري، مدفوعة بطموحات إحياء النفوذ العثماني بعد انتهاء معاهدة لوزان، وامتد نفوذها إلى مناطق في الموصل ودهوك.
وقدم سند تحليلاً لخريطة السيطرة في سوريا، موضحاً أن المعارضة السورية المتحالفة مع جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني سيطرت على محافظات الشمال وإدلب. في حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ذات الأغلبية الكردية والمدعومة أمريكياً، على المناطق الشمالية الشرقية حيث المصافي وحقول النفط. أما المدن الرئيسية كحلب وحمص وحماة ودمشق، فظلت تحت سيطرة النظام السوري.
وتطرق إلى الأزمة الإنسانية في سوريا، موضحاً أن نصف الشعب السوري أصبح لاجئاً، منهم خمسة ملايين في تركيا. وأشار إلى أن هذا الوضع شكل ضغطاً كبيراً على حكومة أردوغان وأثّر على السياسة الداخلية التركية. وأبرز براعة السوريين في الصناعات الجلدية والنسيجية والألبان والحرف اليدوية، لكن وجودهم في تركيا تحول إلى ورقة سياسية استخدمها أردوغان للضغط على النظام السوري.
وكشف عن تفاصيل مهمة تتعلق بالجانب العسكري والاقتصادي، حيث أشار إلى انهيار معنويات الجيش السوري بسبب تدني الرواتب مقارنة بما يتلقاه مقاتلو المعارضة من دعم مالي تركي. وأضاف أن المناطق الخاضعة للمعارضة في إدلب تتمتع بخدمات أفضل، من كهرباء مستمرة وإنترنت وخدمات تعليمية، بينما يعاني الجندي السوري من ظروف معيشية صعبة وارتفاع تكاليف المعيشة الأساسية.
وفيما يتعلق بحماية المقدسات، أكد سند وجود ضمانات دولية بعدم المساس بها، مشيراً إلى دور الفصائل العراقية واللبنانية في حماية المقدسات، خاصة مرقد السيدة زينب عليها السلام. وأوضح أن هذه القوات انسحبت بعد الحصول على ضمانات دولية بحماية المقدسات.
وختم سند تحليله بالإشارة إلى أن المرحلة الحالية التي وصفها بـ”فرحة شهر العسل” قد لا تدوم طويلاً، متوقعاً تغييرات جذرية في سوريا خلال السنوات القادمة. وأكد أن الوضع الجديد قد يؤدي إلى تحول سوريا إلى دولة أكثر قوة في مواجهة إسرائيل، خاصة مع التغيرات الإقليمية الجارية والتحولات في موازين القوى في المنطقة، مؤكداً أن العراق أقوى بكثير من السابق ولا يراهن أحد على تكرار السيناريو السوري.