العراق تحت رحمة الدولار.. البغدادي: قيود أميركية وتهريب يهدّدان بانهيار اقتصادي

أكد رئيس المركز الوطني للمراقبة والتقييم في العراق، محمد البغدادي، أن الاقتصاد العراقي يواجه تحديات خطيرة بسبب اعتماده شبه الكامل على الدولار الأميركي، مشيراً إلى أن هذا الارتباط يشكل أحد أكثر الملفات تعقيداً في المشهد الاقتصادي.

وأوضح البغدادي في تصريحات صحفية تابعتها بصرة 365 أن سيطرة البنك الفدرالي الأميركي على التعاملات المالية بالدولار تفرض قيوداً مشددة على العراق، مبيناً أن العملة الأميركية التي تدخل البلاد من عائدات النفط تُحفظ في حسابات خاضعة للحكومة الأميركية، مما يضعف قدرة العراق على التحكم بتدفق هذه الأموال.

وأضاف أن العراق يستهلك كميات كبيرة من الدولار لتمويل وارداته، حيث تُباع العملة للبنوك ومحال الصرافة، وتتحول إلى حوالات مالية خارجية. وأكد أن هذه المعادلة تخلق ضغطاً على الاحتياطي النقدي الوطني وتزيد من تقلبات سعر الصرف.

وأشار البغدادي إلى المعاناة من التفاوت الكبير بين السعر الرسمي للدينار، الذي يقدمه البنك المركزي عند 1320 ديناراً للدولار، والسعر الموازي في السوق السوداء، الذي يتراوح بين 1490 و1510 دنانير. وأضاف أن تهريب النقد إلى دول الجوار يزيد من تعقيد الأزمة، على الرغم من محاولات الحكومة المركزية الحد من تدفق رؤوس الأموال خارج البلاد.

وأوضح الخبير الاقتصادي أنه بالرغم من الجهود المبذولة منذ ثلاث سنوات لتطبيق منصة إلكترونية لمراقبة حركة الدولار، إلا أن سيطرة السوق الموازية وعدم توازن العرض والطلب لا تزال تُجهض محاولات الحكومة لتحقيق استقرار اقتصادي.