البصرة اليوم
كم”وعد مجيد” في بصرة النفط؟”ليست البسطية بل رب السماوات”:مواطن يفتح قلبه لـ BSR365
وعد مجيد، رجل في الـ 48 من عمره، صاحب بسطية صغيرة على جانب الطريق في البصرة منذ 15 عامًا. لم يكن يملك من الحظوظ ما يؤهله لتحقيق أحلام كبيرة، فحياته كانت سلسلة من النضالات اليومية لتأمين قوت يومه وأطفاله.
نشأ وعد في عائلة فقيرة، وترك المدرسة وهو في الصف الرابع الابتدائي ليساعد عائلته. عندما اشتد عوده، التحق بالخدمة العسكرية وقضى فيها أربع سنوات ونصف السنة، لكنه لم يجد في نهاية الخدمة ما يضمن له حياة كريمة. بعد الزواج وإنجاب ستة أطفال، قرر أن يعمل بأي وسيلة يستطيعها. هكذا بدأ قصة الكفاح مع بسطية بسيطة، يبيع فيها الجوارب.
في حديثه لمراسل قناة BSR365، يقول وعد بمرارة: “ليست البسطية التي جعلتني أعيش، بل رب السماوات”. فالبسطية رغم بساطتها أعانته هو وأطفاله، لكنها لا تكفي. فهو لا يملك بيتًا، بل يعيش في “حواسم”، والضغوط تتزايد عليه مع مرور الوقت. ولأنه غير قادر بدنيًا على تحمل العمل وحده، يساعده أطفاله في العمل، رغم انشغالهم بالدراسة.
وعد لا يخفي حقيقة إمكانياته المحدودة، فهي تقف حائلاً أمام أي تطور في بسطية الجوارب التي باتت معبرًا لآماله وأحلامه المعلقة. حاول الحصول على دعم من الرعاية الاجتماعية، لكن الرد جاءه ببرود: “تعال السنة القادمة!”. وفي ظل هذا الواقع الصعب، يعمل بلا كلل ولا ملل، فقد كان قبل بيع الجوارب عامل بناء، مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا لم يعد بإمكانه تحملها.
أثناء حديثه، أبلغ وعد مراسل BSR365 بأنه باع منذ الصباح ما قيمته 3 آلاف دينار فقط، لكنه يأمل أن يصل مجموع مبيعاته إلى 15 ألف دينار بنهاية اليوم ليتمكن من شراء بعض الحاجيات لأسرته. “كل ما أريده هو أن أعيش بكرامة، وأن أؤمن لأطفالي ما يحتاجونه”، قالها وهو ينظر إلى بسطية الجوارب البسيطة وكأنها بوابة أمله الأخير.
قصة وعد مجيد ليست مجرد قصة رجل يكافح ليعيش، بل هي شهادة على معاناة ملايين مثله ممن يعملون بصمت تحت وطأة الفقر في العراق، يبحثون عن فرصة في حياة قاسية، في انتظار أمل يأتي أو لا يأتي.