“لن أرتشف القهوة مجدّدا”..وفاة أكبر معمرة في العالم في كاتالونيا

غادرت ماريا برانياس موريرا، أكبر معمرة في العالم، العالم بهدوء وسلام أمس الثلاثاء، وذلك عن عمر يناهز 117 عاماً في مقاطعة كاتالونيا شمال شرق إسبانيا. وقد وُلدت ماريا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة عام 1907 قبل أن تعود إلى إسبانيا في عام 1915.

على مدى حياتها الطويلة، شهدت ماريا أحداثاً تاريخية كبرى، منها الحروب والأوبئة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم مؤخراً. كانت ماريا قد تجاوزت الفيروس بسنواتها العديدة، حيث أصيبت به في عام 2020 عندما كانت تبلغ من العمر 113 عاماً وتعافت بسرعة مذهلة.

في كانون الثاني/يناير 2023، سجلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية ماريا رسمياً باعتبارها أكبر شخص سناً في العالم بعد وفاة الراهبة الفرنسية لوسيل راندون. وعبرت عائلتها عن حزنها برحيلها في رسالة نُشرت على حساب ماريا في منصة “إكس”، جاء فيها: “لقد رحلت كما كانت ترغب: بسلام ودون ألم، في أثناء نومها”. وأضافت العائلة أن ماريا قبل أيام من وفاتها قالت: “سأغادر هذه الدنيا قريبا، ولن أرتشف القهوة مجددا… سأخلع هذا الجسد قريبا”.

عاشت ماريا في دار المسنين “سانتا ماريا ديل تورا” في أولوت بكاتالونيا لأكثر من عشرين عاماً، بعد أن فقدت زوجها الطبيب في عام 1931، وأنجبت ثلاثة أبناء، أحدهم توفي قبلها عن 86 عاماً. وتركز حياتها على عائلتها الكبيرة التي تشمل 11 حفيداً وعدداً كبيراً من أبناء الأحفاد.

وأشاد رئيس حكومة كاتالونيا الجديد، سلفادور إيلا، بروح ماريا قائلاً: “نفقد اليوم امرأة محبوبة أظهرت لنا قيمة الحياة وحكمة السنين”. إيلا كان يشغل منصب وزير الصحة خلال الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19، التي أودت بحياة العديد من كبار السن في إسبانيا، إلا أن ماريا نجت منها بشكل استثنائي.

وقد تم دراسة الحمض النووي لماريا من قبل فريق من جامعة برشلونة لمحاولة فهم أسباب طول عمرها. وصرح الباحث مانيل إستيلر، الذي تابع حالتها الصحية عن كثب، بأنه كان مذهولاً بمدى صحتها الجيدة ووضوح ذهنها حتى اللحظات الأخيرة.

بعد رحيل ماريا، ينتقل لقب أكبر معمرة في العالم إلى اليابانية توميكو إيتوكا، التي ولدت في 23 أيار/مايو 1908 وتبلغ الآن من العمر 116 عاماً. ومع ذلك، تظل الفرنسية جان كالمان، التي توفيت عام 1997 عن عمر 122 عاماً و164 يوماً، صاحبة الرقم القياسي لأطول عمر مسجل في التاريخ البشري.