قصة أمّ عمار: أحلامٌ مُعلّقةٌ على ضفاف شط العرب

قناة البصرة BSR365 / برنامج جناح الرحمة

يطلّ شط العرب بهدوئه وجماله الخلاب وأصوات نوارسه على مدينة البصرة، لكنّ داخل ذلك الجمال، تختفي قصة أمّ عمار، امرأةٌ تُحاربُ مصيرًا مُرًا بصبرٍ فريد.

لا تُجالس أمّ عمار الكورنيش لِتبتهج بأشعةِ الشمس الذهبية ولا بهدوءِ المياه الزرقاء، بل لِتُذْرِفَ دموعها الحارة، مُحاولةً بِيدٍ متعبة من شقاء الحياة جمعَ بِضعةِ دنانير تُؤمّن بها لقمةَ العيش لعائلتها التي لم تذق طعم الهناء.فقد تركها القدر وحيدةً مع ثلاثة أبناء معاقين بعد رحيل زوجها، ثمّ زاد من آلامها رحيل ابنتها الصغرى المُصابة بسرطانٍ مُميت.

بينما تعاني ابنتها الكبرى من نوباتٍ صرعٍ شديدةٍ تتطلب رعايةً طبيةً مستمرةً، وأبناؤها يُواجهون الحياة بعجزٍ مُميت، فقد فقد ابنها الوحيد قدرته على المشي بعد حادثٍ مُروعٍ أصاب قدمه بشلل.

ووسط هذا الواقع المظلم، تُحاول أمّ عمار بِكلّ قوتها أن تُؤمّن لقمةَ العيش لعائلتها المنكوبة، فتُبيع الرمان والماء البارد على كورنيش شط العرب، تُجني مبالغ لا تُغطّي نفقات العلاج والإيجار والمعيشة ولا متطلبات ابنتها المعاقة.

لا يُوفّر لها المنزل المُتهالك طعم الراحة فهو يفتقد حتى لمكيف هواء يُخفّف من حرارة الصيف القاسي، فتُعاني عائلتها من تقرحاتٍ جلديةٍ بسبب الحرّ الشديد، وتزداد آلامهم مع كلّ يومٍ يمرّ في ذروة الصيف القاسي.

في محاولةٍ أخيرة للنجاة، تُناشد أمّ عمار محافظ البصرة والجهات الخيرية لمساعدتها، فهي بحاجةٍ لمسكنٍ مُناسب، وراتبٍ رعاية يُؤمّن لها رعايةً لأبنائها المعاقين، وتُغطّي نفقات علاجهم وحاجاتهم.

تُختتم أمّ عمار كلماتها مُحملةً بالألم والأمل، تُصرخ فيها: “لقد عشتُ حياةً مُليئةً بالكفاح، لم أكن أتخيّل أن أصلَ إلى هذهِ المرحلةِ المُريرة، آملُ أن يلتفتَ المجتمعُ إلى معاناتنا ويمدّ لنا يدَ العون.

“تُبقى آمال أمّ عمار مُعلّقةً بالتعاطف الإنساني، وبتلبية ندائها المُلّح من قبل أهل الخير والجهات المعنية، تُرجى أن تجد قصتها المُؤلمة صدىً في قلوبهم، ليُقدّموا لهم بعض الراحة والرعاية التي يستحقّونها بعد كل هذا العذاب.