“ابو محمد وزوجته” ..قصة أسرة بصرية لا تستسلم لإعاقة أطفالها

قناة البصرة BSR365/ برنامج جناح الرحمة

كانت الحياة تمضي بهدوء في بيت عائلة أبو محمد التي تعيش بقضاء ابو الخصيب جنوب البصرة، حتى جاءت اللحظة المفصلية التي غيرت مجرى حياتهم إلى الأبد. ذات يوم، بينما كانت الأم أم فاطمة تلهو مع طفلتها الرضيعة فاطمة، لاحظت شيئًا غير طبيعي في تصرفاتها. كانت فاطمة الصغيرة لا تستجيب لأصواتها، ولا تتفاعل مع محيطها كغيرها من الأطفال.

مرت السنوات، وتضاعفت مخاوف الأم يومًا بعد يوم، حتى جاء اليوم المشؤوم الذي أكد فيه الأطباء إصابة فاطمة بشلل دماغي وانسداد في أحد شرايين المخ. كانت الصدمة قاسية على العائلة، لكن الأقسى كان أن يليها خبر آخر مفجع، إصابة الابن محمد بالتوحد.

أصبح عالم أبو محمد وزوجته مقتصرًا على جدران المنزل، حيث باتا حبيسين لرعاية أطفالهما المرضى. تحملت الأم عبء رعاية فاطمة التي لا تستطيع المشي أو التحدث، بينما واجه الأب صعوبات جمة في التعامل مع ابنه محمد الذي يرفض الذهاب للمدرسة أو التفاعل مع الآخرين، كما رفضته المدارس الحكومية، بينما المراكز المتخصصة لحالته تتطلب مبالغ لا تقدر على دفعها عائلته.

في خضم هذه المعاناة اليومية، كانت أم فاطمة تكابد أيضًا من مشاكل صحية خطيرة مثل الذبحة الصدرية وانسداد الشرايين، لكنها لم تجد الوقت الكافي لعلاج نفسها بسبب انشغالها الدائم برعاية أطفالها.

أما أبو محمد، فقد ضاق ذرعًا بالعمل كفني كهرباء لساعات طويلة، ليجمع قوت يومه ويوفر العلاج لأطفاله. حتى إنه اضطر في إحدى المرات لترك عمله بعد إصابته بانزلاق في ظهره من جراء حمل ابنته بشكل مستمر.

وسط هذه المعاناة المستمرة، لم يجد أبو محمد وزوجته سوى القليل من الدعم المادي والمعنوي من الجمعيات الخيرية أو الأقارب. ولم يبق أمامهما سوى الأمل في مستقبل أفضل لأطفالهما، وتمنيات بأن ينجحوا في الحياة ويصبحوا مستقلين رغم إعاقاتهم، فيما تناشد العائلة بمنحهم راتب الرعاية لظروفهم التي تستحق كل الدعم والرعاية.

مسيرة هذه العائلة صعبة وطويلة، ولكن أمل أبو محمد وزوجته لم ينطفئ أبداً. فهما يستمدان القوة من حبهما لأطفالهما، ومن إيمانهما بأن الأيام الصعبة ستمر ويأتي الفرج قريباً. وفي النهاية، سوف يرون ابتسامات أطفالهم تملأ حياتهم بالسعادة مرة أخرى.