اخبار اخرى
“أكثر من مجرد ارتباط ديني”..باحث ديني يكشف لـ بصرة 365 سر العلاقة الاستثنائية بين العراقيين وقمر بني هاشم

سلّط الباحث الإسلامي والأستاذ في حوزة النجف، الشيخ نور الساعدي، اليوم الخميس، الضوء على العلاقة الاستثنائية التي تربط العراقيين بأبي الفضل العباس (عليه السلام)، واصفًا إياها بأنها “أكثر من مجرد ارتباط ديني أو تاريخي، بل هي علاقة روحية وعاطفية متجذّرة في وجدان الناس”.
وقال الساعدي، في تصريح خاص لـ”بصرة 365″، إن “كثيرًا ما يُطرح تساؤل عميق: لماذا تبدو علاقة العراقيين بسيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام) مختلفة ومتميزة؟ لماذا نجده حاضرًا في لهجتنا، في قيمنا، وفي تفاصيل حياتنا اليومية، حتى أكثر من غيره من الأئمة أو العلماء؟”.
وأضاف أن “الجواب لا ينحصر في سبب واحد، بل هو حصيلة عوامل متعددة نسجت هذا الارتباط الفريد”.
وأوضح الساعدي أن أبرز هذه الأسباب هو أن الإمام العباس (عليه السلام) يمثل رمزًا للوفاء والتضحية المطلقة، مبينًا أن شخصيته تجسّد النخوة العراقية بأبهى صورها، حيث ضحى بكل شيء لأجل أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) والأطفال العطاشى، ليسقط شهيدًا على ضفاف العلقمي، في مشهد بطولي لا يُنسى.
كما أشار إلى أن أحد أبرز الأسباب الأخرى هو أن العباس يُعرف بين العراقيين بلقب “باب الحوائج”، موضحًا أن الناس يلجأون إليه في أشد الظروف، ويؤمنون ببركة التوسل به لقضاء الحاجات وشفاء المرضى، وهي تجارب متكررة تُرسّخ يقينهم بمكانته.
وأضاف أن الارتباط الدائم بكربلاء، حيث يرقد جسد أبي الفضل، يعمّق هذا الشعور، مؤكدًا أن كربلاء ليست مجرد مكان، بل هي واقع معاش يوميًا من خلال المجالس الحسينية وزيارات العتبات، حيث تتجدد ذكرى عطشه وبطولته ومعاناته.
وتابع أن التعبير الشعبي العراقي يُعد دليلاً حيًا على هذه العلاقة، وقال: “كم نسمع الناس يرددون (يا أبا الفضل) أو يقسمون بـ(شارب العباس)، وهذه ليست مجرد عبارات عابرة، بل تجسّد إيمانًا عميقًا بقيمه كشخصية ملهمة للصدق، النخوة، والشجاعة.
وأكد الساعدي أن القرب الجغرافي من مرقده في كربلاء المقدسة جعل زيارته سهلة ومستمرة لملايين العراقيين، ما يعزز العلاقة بالحضور الجسدي والتجدد الروحي الدائم.
وختم الشيخ الساعدي حديثه بالقول:”العباس (عليه السلام) ليس مجرد شخصية تاريخية أو إمام شهيد، بل هو روح نابضة في الحياة العراقية، حاضر في القيم والمواقف واللهجة الشعبية، ولهذا نرى العراقيين لا يكتفون بحبه، بل يحيون ذكراه يوميًا وكأنهم يعيشون معه، ويستلهمون منه القوة في الشدائد والوفاء في المواقف الصعبة”.