العالم
كارثة صحية تضرب السودان:الكوليرا تفتك بعشرات المواطنين في أربع ولايات وسط نداءات دولية للاستغاثة

تواجه السودان واحدة من أخطر موجات تفشي الكوليرا في تاريخه الحديث، وسط انهيار تام في النظام الصحي وتزايد أعداد الضحايا يوماً بعد آخر. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الوباء وصل إلى مستويات “مقلقة”، بعد تسجيل مئات الإصابات وعشرات الوفيات في أربع ولايات رئيسية، أبرزها العاصمة الخرطوم، الجزيرة، سنار، وشمال كردفان.وتنتشر الكوليرا بشكل متسارع في أحياء أم درمان وجبل أولياء، حيث رصدت فرق تطوعية حالات وفاة مأساوية، بينها 40 طفلًا قضوا خلال أيام قليلة. وانتشرت مشاهد صادمة من مراكز العزل على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر مرضى يفترشون الأرض وسط نقص حاد في المعدات والكوادر الطبية.في هذا السياق، حذّر رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف “صمود”، عبدالله حمدوك، من الكارثة الصحية المتفاقمة، مؤكدًا في منشور له على “فيسبوك” أنه أجرى اتصالات مع جهات دولية وإقليمية معنية بالشأن الإنساني، ناقلًا صورة مأساوية عن تدهور الأوضاع في العاصمة وعدد من الولايات.وأشار حمدوك إلى أن مئات السودانيين يواجهون خطر الموت يومياً في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، داعيًا المنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري وتقديم المساعدة العاجلة.في ولاية سنار، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 51 حالة إصابة مؤكدة، بينها خمس حالات وفاة، مع استمرار 31 مريضًا في تلقي العلاج داخل مراكز العزل. وفي شمال كردفان، سجّلت منطقة الرهد وحدها 20 حالة وفاة، بينما تجاوز عدد الإصابات في قرية أبو سعد شرق الرهد 40 حالة.أما ولاية الجزيرة، فتعاني من أزمة مزدوجة مع تفشي الكوليرا وحمى الضنك، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب ما أفادت به لجان المقاومة في مدينة ود مدني، التي طالبت بإعلان حالة الطوارئ الصحية فورًا وإغلاق المدارس والأسواق لحماية المواطنين.وسط هذا المشهد القاتم، لا تزال الدعوات تتصاعد لجهود إغاثة عاجلة، فيما يحذر مراقبون من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يُستجب سريعًا للأوضاع المتدهورة في السودان، حيث يتقدم الوباء على وقع الغياب شبه الكامل لأي بنية صحية قادرة على احتوائه.


















