اكتشاف مدينة أثرية عباسية غرب البصرة..تمهيد لإنشاء متحف تراثي ضخم

أعلنت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس محافظة البصرة، اليوم الاثنين، عن اكتشاف موقع أثري جديد غرب المحافظة يُعتقد أنه يعود إلى العصر العباسي، ما يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة البصرة كمدينة تاريخية عريقة تمهيدًا لإنشاء متحف تراثي كبير.وقال رئيس اللجنة، عقيل الفريجي، في تصريح خاص لـ”بصرة 365″، إن “الموقع الأثري الذي تم الكشف عنه يقع قرب قضاء الزبير، ويمتد على مساحة تقدر بنحو ألف دونم، ويُعتقد أنه كان مدينة سكنية مزدهرة خلال الحقبة العباسية”. وأضاف أن “البعثة العراقية للتنقيب أكملت العمل في معظم الموقع، ولم يتبقَ سوى 136 دونمًا سيتم استكمال تنقيبها خلال الأسابيع المقبلة”.وأوضح الفريجي أن “الفرق الأثرية تمكنت من العثور على عدد كبير من القطع المنقوشة والمختومة بختم الدولة العباسية، وقد نُقلت القطع المهمة إلى المتحف التراثي”، مشيرًا إلى أن “هذا الاكتشاف يعزز الجهود لإقامة متحف أثري كبير في البصرة يحفظ هذه الكنوز التي تؤكد عراقة المدينة وتاريخها المتجذر”.من جانبه، قال مدير مفتشية آثار البصرة، مصطفى جاسم محمد، لـ”بصرة 365″، إن “هذا الاكتشاف يُعد واحداً من أبرز الاكتشافات الحديثة، كونه يسلّط الضوء على جانب مهم من تخطيط المدينة العباسية وعمرانها وتطورها الحضاري”. وأكد أن “الموقع يقع ضمن محيط البصرة القديمة، وقريب من مسجد خطوة الإمام علي، ثاني مسجد في الإسلام، ويعكس الازدهار الحضاري الذي شهدته المدينة في العصر العباسي”.وبيّن جاسم أن “الفرق الأثرية عثرت على مجموعة من المسكوكات المعدنية التي توثق فترات حكم مثل الخليفة المطيع لله، إضافة إلى عملات تعود للفترات العباسية المتوسطة والمتأخرة، ما يمنح الباحثين فرصة نادرة لفهم تطور المدينة وتخطيطها العمراني”.وختم بالقول إن “البصرة كانت حاضنة لعلماء كبار مثل الفراهيدي والجاحظ وأبو الأسود الدؤلي، وكانت وجهة للعلم والفكر، وهذا الاكتشاف يعيد التأكيد على موقعها كمركز ثقافي وعلمي في التاريخ الإسلامي”.