الطاقة الشمسية تفتح أبواب الاستثمار العالمي في العراق..ودعوات لتأسيس هيئة مستقلة تنظم القطاع

كشفت هيئة البحث العلمي في وزارة التعليم العالي، اليوم الأربعاء، عن اهتمام متزايد من شركات عالمية كبرى بمشاريع الطاقة المتجددة في العراق، وسط دعوات لتأسيس هيئة وطنية مستقلة لتنظيم هذا القطاع الحيوي.

وقال مؤيد حسن راضي، مسؤول تصاميم منظومات الطاقة المتجددة في الهيئة، في تصريح تابعته “بصرة 365”: إن “العراق يمتلك واحدة من أعلى نسب السطوع الشمسي في العالم، بما يزيد عن 300 يوم مشمس سنوياً، وهو ما يجعله بيئة مثالية لاستثمار الطاقة الشمسية”، مضيفاً أن “الألواح الشمسية، بعمرها الافتراضي الذي يتجاوز 25 عاماً، تمثل استثماراً طويل الأمد يجب على العراق اغتنامه”.

وأشار راضي إلى أن منظومات الطاقة المتجددة لا تغني عن المصادر التقليدية، لكنها تساهم بشكل جوهري في تخفيف الأزمة وتشكيل مزيج طاقة متنوع، مشدداً على أن البيروقراطية والإجراءات المعقدة تشكل العائق الأكبر أمام تدفق الاستثمارات، بدءاً من تخصيص الأراضي، وحتى تسعير الكهرباء وربطها بالشبكة الوطنية.

وأكد أن عدداً من الشركات العالمية أبدت رغبة حقيقية للدخول إلى السوق العراقية، من بينها “توتال” الفرنسية، و”أكوا باور” السعودية، وشركات إماراتية أخرى، مشيراً إلى أن “توتال” وقعت بالفعل عقداً لإنشاء محطة شمسية بقدرة 1 جيجا واط ضمن جولة التراخيص الأخيرة.

ودعا راضي الحكومة إلى تقديم عقود شراء طويلة الأمد تمتد إلى 20 سنة مع ضمانات سعرية واضحة، لتشجيع المستثمرين على الدخول بثقة، مؤكداً أن تأهيل الشركات المحلية في هذا القطاع لا يزال ضعيفاً، خصوصاً تلك التي يمكنها تنفيذ مشاريع بقدرات من 1 إلى 5 ميغاواط.

وأوضح أن العراق يفتقر إلى تعليمات واضحة من وزارة الكهرباء بخصوص ربط الطاقة الشمسية بالشبكة، ما قد يؤدي إلى مشاكل فنية في حال قيام المواطنين بتركيب المنظومات دون تنسيق رسمي.

واختتم راضي حديثه بالدعوة إلى تأسيس هيئة مستقلة للطاقة المتجددة، تضم خبراء متخصصين، مهمتها تنظيم السوق، وتسهيل الاستثمار، وصياغة تعليمات واضحة تضمن استقرار الشبكة وتطوير هذا القطاع الواعد.