ماذا يحدث حين يبتلعك الخوف؟شهادة من زنزانة الموت في سوريا

في شهادتها المؤلمة، تروي الكاتبة تفاصيل اعتقالها الثاني حين اقتيدت إلى فرع الأمن العسكري 215 في سوريا.هناك، تقول، بدأت رحلة الهبوط إلى قاعٍ سحيق لا قاع له، عبر أدراجٍ لا تنتهي غارقةً في ظلام الطماشة، حتى فقدت الإحساس بالزمان والمكان، وشعرت وكأنها تسقط إلى عالم لا رجعة منه.أودعت في زنزانة موحشة، خالية من أي صوت سوى الصمت الثقيل، حيث كانت معلقةً بين الجدران، ترتجف روحها قبل جسدها من هول المجهول.وفي لحظة مباغتة، فُتح الباب بعنف، ليظهر “تيسير” – أحد المحققين الذين ما تزال ملامحهم محفورة في ذاكرتها. لم تره بشراً آنذاك، بل وحشاً يتلذذ بزرع الرعب. خطواته كانت تسحق السكون، وصوته يخترق الروح قبل أن يمس الجسد.تصف الكاتبة تلك اللحظات بالقول: “لم أرتجف برداً ولا ألماً، بل رعباً خالصاً زحف إلى صدري حتى خنق أنفاسي. كان خوفاً ينزع عني جلدي طبقة طبقة، وكنت أهمس في داخلي: متى ينتهي هذا الكابوس؟”وتخاطب تيسير قائلة: “الآن جاء دورك لتدخل تلك الزنزانة، لتفهم كيف يهوي القلب مع كل لحظة انتظار، وكيف ينام الخوف في روحك فلا يغادرها.”واختتمت شهادتها بالتأكيد أن ما تشعر به ليس شماتة، بل عدالة تأخرت كثيراً، لكنها حين وصلت، داوت بعضاً مما تهشم في أعماقها.يُذكر أن الكاتبة تلقت صوراً حديثة لجدران زنزانتها في فرع الأمن العسكري 215 من زميل صحفي لها، مما أعاد إلى الذاكرة تفاصيل تلك الأيام العصيبة.