العاطفة تصنع الفرق.. دراسة تكشف كيف يؤثر “دفء الأم” على شخصية الأطفال حتى سن الرشد

كشفت دراسة علمية حديثة أن الحب والحنان في الطفولة قد يصنعان فرقًا كبيرًا في تشكيل الشخصية، حتى بين التوائم المتطابقة وراثيًا.

الدراسة، التي أجرتها جامعة إدنبرة على أكثر من ألفي توأم بريطاني، وجدت أن الأطفال الذين تلقوا عاطفة ورعاية أمومية أكبر بين سن الخامسة والعاشرة، تطوّروا ليصبحوا أكثر انفتاحًا ولطفًا ووعيًا في سن الـ18، مقارنةً بأشقائهم المتطابقين الذين تلقوا حنانًا أقل.

وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة جاسمين ويرتز، إن نتائج الدراسة تؤكد أن التنشئة تلعب دورًا ملموسًا في تشكيل الشخصية، إلى جانب العوامل الوراثية. وأضافت: “سمات الشخصية مؤشرات حاسمة لنجاح الفرد، سواء في الدراسة أو العمل أو حتى الصحة النفسية”.

واعتمدت الدراسة على تصميم بحثي فريد، راقب التوائم من الولادة حتى سن الـ18، وركّز على بيئاتهم التربوية داخل نفس الأسرة، مما سمح بعزل تأثيرات الجينات والبيئة المشتركة، والتركيز على تفاصيل التربية الدقيقة، مثل العناق، وقصص ما قبل النوم، والدفء العاطفي.

وعند بلوغ التوائم سن الـ18، وهو العمر الذي غالبًا ما يشهد تحوّلات مصيرية مثل الانتقال للدراسة الجامعية أو الحياة المهنية، خضعوا لاختبارات تقيس خمس سمات شخصية رئيسية: الانفتاح، الضمير الحي، الانبساط، اللطف، والعصابية.

وأظهرت النتائج أن الفرق في الرعاية العاطفية خلال الطفولة ترك بصماته بوضوح في شخصيات التوائم عند النضوج، حتى بعد استبعاد فرضيات أخرى مثل سلوك الطفل أو اختلافات بسيطة في التربية.

وخلصت الدراسة إلى أن توفير بيئة أسرية دافئة لا يترك أثرًا عابرًا، بل يمتد ليُشكل شخصية الشاب وقدرته على مواجهة تحديات الحياة.