العراق آخر معاقل طهران..تقرير إماراتي: واشنطن تتحرك وتعلن المواجهة

في وقت تتراجع فيه قبضة طهران في الشرق الأوسط، يجد العراق نفسه محاصراً بين محورين متخاصمين، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة لإبعاده عن إيران، حسب ما كشفه تقرير موسع نشرته صحيفة The National الإماراتية.ووفق التقرير، فإن التحولات الإقليمية — بدءًا من الضربات التي طالت قوى محور المقاو. مـ ة، جعلت العراق الموقع الإيراني الوحيد المتبقي القابل للضغط أو الفكاك.في خضم ذلك، طرح نائبان أمريكيان، الجمهوري جو ويلسون والديمقراطي جيمي بانيتا، مشروع قانون في الكونغرس بعنوان “تحرير العراق من إيران”، يدعو إلى تشكيل “استراتيجية متعددة الوكالات” لتحجيم النفوذ الإيراني داخل مؤسسات الدولة العراقية.ومع أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ينتمي إلى “الإطار التنسيقي” المعروف بصلاته الوثيقة مع طهران، إلا أن حكومته، ومنذ توليها عام 2022، تسير على خط توازن دقيق بين واشنطن وطهران. وهو ما أشار إليه باسم العوادي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، الذي أكد للصحيفة أن “بغداد تسعى لمنع تحوّلها إلى ساحة صراع بالوكالة بين القوتين”.من جانبه، قال رِناد منصور، مدير مبادرة العراق في معهد تشاتام هاوس البريطاني، إن “إيران هي الطرف الخارجي الأكثر تغلغلًا في الدولة العراقية، وبالتالي فإن أي توجه عراقي للتنويع يتصادم بالضرورة مع مصالح طهران”.وفي ظل إزالة واشنطن الإعفاءات المتعلقة باستيراد الكهرباء من إيران، تزداد الحاجة العراقية لتنويع مصادر الطاقة، وهو ما تجسّد مؤخرًا في توقيع بغداد اتفاقين مع شركتين أمريكيتين لإنتاج 27 ألف ميغاواط من الكهرباء شهريًا، في خطوة اعتُبرت ذات بعد استراتيجي يتجاوز مجرد معالجة أزمة الطاقة الصيفية.وبين الرغبة في السيادة، والمخاوف من الانزلاق، يبدو أن العراق يعيش الآن أخطر اختبار جيواستراتيجي منذ سنوات، في مشهد تتقاطع فيه العواصم، وتتصادم فيه الحسابات، بحسب الصحيفة الإماراتية.