العالم
قرائن تشير لاستهداف متعمد للطائرة ..خبير لـ BSR365: حادث الرئيس الإيراني ربما عملية تصفية سياسية بحادث مُفتعل
رجح الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي تعرض الرئيس الإيراني ومن كان برفقته لعملية تصفية سياسية من خلال حادث مُفتعل، استنادًا إلى مجموعة من القرائن والمعطيات المحيطة بالحادث.
وقال الشريفي في تصريح الى قناة البصرة BSR365 أن حوادث الطيران تشتمل على فرضيات متعددة، تبدأ بسوء الأحوال الجوية، والخلل الفني، والخطأ البشري، وأمور أخرى. ومسألة سوء الأحوال الجوية مستبعدة في هذه الحالة، حيث يسبق عملية منح الطيار إذن الإقلاع تقرير يحدد مراحل سوء الأحوال الجوية على مدار فترة الرحلة.
وأوضح انه في حالة التشكيل الرئاسي للطائرات، يكون هناك تبادل نظر بين الطائرات الثلاث القريبة، بحيث تكون على ارتفاع واحد وسرعة واحدة. وبالتالي يُفترض أن ما يجري على طائرة قائد التشكيل من سوء في الأحوال الجوية يجري أيضًا على بقية أعضاء التشكيل، لكن هذه القضية بقيت علامة استفهام.
ونبه بالقول “أما بخصوص العطل الفني، فالطائرة تحتوي على مواصفات فنية عالية جدًا تُمكنها من مواجهة تعقيدات التحليق فوق المناطق الجبلية والصحراوية، حيث تُستخدم في مجالات الإنقاذ الجبلي وأعمال الحفر والتنقيب عن البترول في دول كثيرة. وعلى الرغم من اعتبارها قديمة من قبل البعض بسبب الحصار الأمريكي على إيران، إلا أنها متواجدة أيضًا في دول متقدمة مثل اليابان وإيطاليا”، مردفاً ان “وجود هذه الطائرة في اليابان يعني إمكانية استبدالها هناك، لكن بمواصفات تجعلها جيدة للاستخدام. لذلك، يُرجح احتمال تعرضها لاستهداف، سواء عبر المنطقة الجبلية التي مرت بها بصواريخ محمولة، أو جوًا عبر صاروخ درون أو طائرة مقاتلة. ويدل على ذلك أن منطقة سقوطها كانت على قمة جبل وليس على سفحه، حيث من المفترض أن تصطدم الطائرة بسفح الجبل بشكل أكثر تشظيًا مما حصل في هذا الحادث”.
ولفت الى أن الاحتراق شبه التام للطاقم والطائرة نفسها يدل على وجود استهداف مباشر. وكان السقوط غير مسيطر عليه، على عكس الطائرات السمتية التي تستمر في الهبوط بفعل حركة المراوح مؤمنة هبوطًا اضطراريًا. سيما وأن هذه الطائرة تحتوي على محركين، وفي حالة إطفاء أحدهما، يؤمن الآخر الهبوط الطبيعي أو الوصول إلى منطقة آمنة.
وتابع بالقول انه عند النظر إلى صور الحادث، يتضح أن الطائرة سقطت في منطقة ذات أشجار كثيفة، على الرغم من وجود منطقة مفتوحة قريبة. وهذا يثير تساؤلات حول رد فعل الطيار عند الهبوط الاضطراري، فالمتوقع أن يختار المنطقة المفتوحة، ولكن الذي حصل كان العكس. مما يعني أن الهبوط كان غير مسيطر عليه، وهذا يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الطائرة قد تعرضت لحادث ما، على الرغم من مواصفات الأمان التي تتمتع بها.
وزاد بالقول، “هناك تصريح سمعناه من بعض الشخصيات يفيد بأن قائد التشكيل أعطى تحذيرًا لبقية التشكيل بوجود قمم جبلية. وبما أن الطائرة يمكنها التحليق حتى ارتفاع ستة كيلومترات، في حين أن قمم الجبال تتراوح بين ألف إلى ألفين وخمسمائة متر فوق مستوى سطح البحر، فإن هذا يعني أن الطائرة كانت قادرة على التحليق لمسافة آمنة لتخطي قمم الجبال. وهذا يطرح تساؤلات حول سبب اصطدام قائد التشكيل بالجبال، في حين نجت بقية الطائرات”.
واشار الى أن “هذا الحادث يجعل فرضية الاستهداف أكثر منطقية، خاصة مع التفحم الشديد للجثث والاحتراق العالي، مما يشير إلى وجود إصابة. ويجب إجراء تحقيق شفاف لدراسة سجلات الطائرة، عمرها الفني، الصيانة التي أجريت لها، وتحديد أسباب السقوط، بالإضافة إلى دراسة الظروف التي مرت بها الطائرة في خط الرحلة والاحتمالات الأخرى”.
ورأى أنه قد يتأخر التقرير الفني بمؤثرات سياسية أو يتم تعديله ليتناسب مع الواقع السياسي. كما أن مسألة عدم الاستدلال واستمرار البحث لساعات طويلة لا تخلو من أبعاد سياسية. ويبدو أن تسويق الخبر إلى الشعب الإيراني بشكل تدريجي كان لأسباب أمنية وسياسية.
وفي الختام، رأى بأن الوفاة والحادث كانا مدبرين ونتاج لصراع بين محاور سياسية تؤثر على المنطقة. الحكومة بتركيبتها الوزارية والرئاسية كانت لها مسارات تشير إلى تبنيها لخيارات سياسية تجعل المنطقة تخضع لسياسات محاور شرقية وغربية. ربما يكون الحادث عملية تصفية سياسية عبر حادث مفتعل.
وأعلنت إيران يوم الاثنين وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي.
وتحطمت المروحية في منطقة جلفا الجبلية الوعرة وسط ظروف جوية صعبة خلال عودة الرئيس من حفل حضره مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف لتدشين سد مشترك على نهر آراس الحدودي بين البلدين.
وجاء الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني (63 عاما) ومرافقيه بعد عملية بحث صعبة شاركت فيها عشرات من فرق الإنقاذ وسط ضباب كثيف ورياح شديدة.