تحقيقات
التشرد والجوع يُلاحقان عائلةً فقيرةً بعد فقدانهم ربّ الأسرة برصاصةٍ عشوائية
قناة البصرة BSR365 / برنامج جناح الرحمة
تحت ظلال خيمة رثّة، تُسدل عتمةُ الليل على مأساةٍ إنسانيةٍ حقيقية، مأساةُ عائلةٍ تُصارعُ قسوةَ القدرِ وظلمَ الحياة.
أمّ داوود، شابةٌ في ربيعِ عمرها الثلاثين، تحملُ على كاهلها عبءَ تربيةِ أربعةِ أطفالٍ صغار، بعد أن فقدت زوجها قبل سبع سنوات برصاصةٍ طائشةٍ في نزاعٍ عشائريٍ بمنطقة الكرمة في البصرة، لا ذنبَ لها فيه.
تحولت حياةُ هذه العائلةِ رأساً على عقبٍ عندما خطفت رصاصةٌ طائشة ربّ الأسرة، تاركةً وراءها زوجةً شابةً وثلاثةَ أولاد وبنت صغيرة.
منذ ذلك الحين، تعيشُ أمّ داوود رحلةً مُضنيةً في دهاليزِ التشردِ والفقرِ المدقع، فبعد عجزها عن إيجادِ مأوى لدى أقاربها الفقراء، لجأت للعيشِ في خيمةٍ على قارعةِ الطريق في إحدى إحياء مدينة الزبير.
تعاني العائلةُ من شظفِ العيشِ، فليس لديها مصدرُ دخلٍ ثابتٍ سوى بعضِ الصدقاتِ والمساعداتِ المتقطعةِ من المحسنين.
أغلبُ أيامهم تمرّ بلا طعام، وفي أفضلِ الأحوالِ يتناولون وجبةً واحدةً لا تكفيهم.
وبعد محاولاتٍ حثيثةٍ، تمّ تأمينُ منزلٍ صغيرٍ للعائلة، لكن تأخرهم في دفعِ الإيجارِ عرضهم لخطرِ الطردِ مرةً أخرى.
فقد قام صاحبُ المنزلِ بإخراجهم وقفلَ أبوابه بسلسلةٍ حديدية، ليعودوا إلى العيشِ في الخيمةِ المتهالكة.
وبفضلِ دعائها، تبرّعَ أحدُ أصحابِ الأيادي البيضاءِ للعائلةِ وأعاد سكنها في منزلٍ للإيجار.
ولا تزالُ معاناةُ العائلةِ مستمرةً، إذ يعاني أحدُ أبناءِ أمّ داوود من مرضٍ خطيرٍ في القلبِ ويحتاجُ لعمليةٍ جراحيةٍ باهظةِ التكلفة.
كانت تعتمدُ على زوجها سابقًا لتوفيرِ العلاجِ للطفل، لكن بعد وفاته لم تعد قادرةً على ذلك.
اليوم، تستنجدُ أمّ داوود بكلّ ذي قلبٍ رحيمٍ لمدّ يدِ العونِ لها ولأطفالها الصغار، لتأمينِ مأوى آمنٍ دائمٍ لعائلتها وطعامٍ يسدّ رمقهم، وفرصةٍ للعيشِ بكرامةٍ بعيدًا عن شبحِ التشردِ والجوع.
هي تناشدُ الحكومةَ والمتبرّعينَ لمساعدتها على توفيرِ حياةٍ كريمةٍ لأبنائها، وتطلبُ راتبًا شهريًا وتغطيةَ نفقاتِ عمليةِ ابنها المريض.
فهي تعيشُ في خوفٍ دائمٍ من المستقبلِ لوحدها مع أطفالها الصغار، وتؤلمها كثيرًا معاناةُ ابنها المريضِ الذي لا يستطيعُ الذهابَ للمدرسةِ أو اللعبَ مع أصدقائه بسببِ حالتهِ الصحية.
قصتها هي قصةٌ مؤلمةٌ للفقرِ والمعاناة، لكنها أيضًا رسالة عن قوةِ الأمومةِ ومحبتها لأطفالها رغم الظروفِ القاسية.
You must be logged in to post a commentLogin