أشجار النخيل الموريتانية..جذور راسخة تصارع تقلبات المناخ

يشهد إنتاج التمور في موريتانيا، وهو تقليد عريق ومصدر دخل رئيسي للسكان المحليين، تهديدات متزايدة بسبب التغير المناخي. في واحة أزوغي، الواقعة على بُعد 450 كيلومترًا شمال شرق العاصمة نواكشوط، يشهد السكان تدهورًا ملحوظًا في أشجار النخيل نتيجة زحف الصحراء.

منذ الثمانينيات، فقدت المنطقة ما يقرب من 20,000 نخلة، مما أدى إلى نزوح السكان وتهديد موسم حصاد التمور السنوي المعروف باسم “القطنة”.

في واحة المحيرات الجنوبية، تسببت الفيضانات الشديدة في تدمير 6,000 نخلة إضافية، مما زاد من حدة الأزمة.

يدعو السكان المحليون إلى بناء سدود لحماية النخيل من الفيضانات وتحسين ظروف الري. وقد اتخذت الحكومة بعض الإجراءات، مثل تحسين أنظمة الري وتوفير الألواح الشمسية وزراعة أشجار نخيل جديدة للمزارعين الفقراء.

رغم هذه التحديات، يبقى التمر جزءًا أساسيًا من الحياة والثقافة الموريتانية. يقول مصطفى شيباني، أحد مزارعي النخيل: “ما يهمني ليس الجانب الاقتصادي، بل حب التمور. بدونها، لن تكون هناك حياة هنا في مثل هذه الظروف القاسية”.

لمواجهة المنافسة من تمور شمال إفريقيا، يقترح الخبراء تبادل التقنيات الفعالة ومكافحة الهدر وتعزيز الأصناف عالية الجودة لإحياء إنتاج التمور الموريتانية.