السيناريوهات الأربعة لمستقبل العراق خبير استراتيجي: البلاد بين الديكتاتورية والانهيار أو البقاء في المنطقة الرمادية

توقع الخبير الاستراتيجي علي أغوان، اليوم الأحد، أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل النظام السياسي في العراق، مؤكدًا أن البلاد تقف أمام مفترق طرق تحدده التوازنات الداخلية والإقليمية والدولية.

وفي تصريح تابعته بصرة 365، أوضح أغوان أن السيناريو الأول يتمثل في استمرار الوضع الانتقالي الرمادي، حيث يبقى النظام السياسي معلقًا بين الاستقرار والانهيار، معتمدًا على شرعية انتخابية محدودة وشبكات ولاءات مبنية على المحاصصة والتعبئة المذهبية وتوزيع المناصب والغنائم.

أما السيناريو الثاني فهو التحول نحو السلطوية المشددة، إذ يمكن أن يتجه النظام إلى تشديد قبضته وتحويل مساره نحو دكتاتورية مقنعة، من خلال تقييد الحريات ومصادرة أدوار القوى المعارضة، بذريعة حماية الأمن القومي ومنع الفوضى، وهو سيناريو هش لا يمكن أن يستمر طويلًا.

وبيّن أن السيناريو الثالث يتمثل في انهيار النظام من الداخل، عندما تعجز الدولة عن أداء وظيفتها الاقتصادية الأساسية مثل دفع الرواتب، ما يؤدي إلى تفكك شبكات الولاءات وانهيار النظام على نفسه في ظل تفشي الفساد واستنزاف الموارد.

أما السيناريو الرابع فهو الإصلاح الذاتي للنظام، الذي يعد الأفضل نظريًا لكنه الأضعف عمليًا، ويعني الانتقال من منطق المحاصصة والفساد إلى منطق المؤسسات والديمقراطية التنافسية، مشيرًا إلى أن المؤشرات الحالية لا تعطي دلائل كافية على قدرة القوى الحاكمة على سلوك هذا المسار.

واختتم أغوان بالقول إن العراق محكوم حاليًا بالتنقل بين الرمادية والسلطوية المؤقتة أو الانهيار الداخلي، وأن العوامل الاقتصادية والإقليمية والدولية سيكون لها الدور الحاسم في تحديد أي من هذه السيناريوهات سيتحقق.