“شط العرب” ينتفض من أجل الماء المتظاهرون: لا معالجات ترقيعية..الملوحة بلغت 38 ألفًا

خرج العشرات من أهالي قضاء شط العرب، اليوم الاثنين، في تظاهرة احتجاجية على تفاقم أزمة المياه الصالحة للشرب وسوء الخدمات العامة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من الإهمال الحكومي المزمن.

وقال الشيخ حسين الجمالي السراي في تصريح لـ بصرة 365 إن “الوضع لا يُطاق، والحكومات المحلية تتحمل المسؤولية، إذ لا نحتاج لتصريحات بل لتحرك ميداني حقيقي”، مشيرًا إلى أن الأهالي يعانون من شحّ المياه منذ عام 2018، وتدهورٍ خطير في الواقع الصحي، وارتفاع معدلات الأمراض الجلدية والسرطانية دون توفر مراكز علاج مناسبة.

وأضاف أن “تكلفة العلاج ليست العائق بل غياب الخدمات الأساسية هو السبب، ويجب أن تكون هناك حلول جذرية وشاملة، فالمعالجات الجزئية لم تعد تجدي نفعًا”، خاتمًا بدعوة صريحة للحكومة لـ”تحقيق تغييرات ملموسة لتحسين حياة الناس”.

فيما قال أحد منظمي التظاهرة لـ بصرة 365 إن الاحتجاج “رسالة ضد الظلم والتهميش المتعمد والفساد الذي تغلغل في مفاصل الدولة، خاصة في ظل تهميش البصرة، رغم أنها الشريان الاقتصادي للعراق”. وانتقد استمرار غياب المستشفيات والبنى التحتية، وتوزيع الأراضي لأغراض انتخابية بدل معالجة الخدمات.
وبيّن أن نسبة ملوحة المياه في القضاء تجاوزت 15,000، وفي مناطق كأبي الخصيب بلغت 38,000، وهي أرقام تهدد الصحة العامة بشكل مباشر، مشددًا على ضرورة استكمال مشروع “الهدامة” ومحطة تحلية الفاو كحلول استراتيجية.

وقال أحد المواطنين من منطقة الجزر الأربعة في شط العرب إن “المياه المتوفرة حالياً غير صالحة حتى للحيوانات، ونحن نعيش على مياه بحر مالحة”، لافتًا إلى أن المشاريع الموعودة بقيت معلقة منذ 2018، وسط غياب المستشفيات وتفاقم التلوث في شط العرب.
كما طالب المحتجون بإنشاء جسور جديدة لفك الزحام الشديد، وتحرك عاجل لمعالجة الأوضاع المتدهورة في المنطقة، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم ما لم تُنفّذ بشكل واقعي، محذرين من تصعيد قادم في حال تجاهل أصواتهم.