لا مشروع وطني جامع في الأفق..زغير: القوى السياسية تتصارع على المصالح الضيقة والنخب المدنية فشلت بعد تشرين

أكّد المحلل السياسي علي زغير، اليوم الأحد، أن الساحة العراقية تفتقر إلى مشروع سياسي وطني جامع يحظى بتوافق شامل من القوى السياسية والنخب والجماهير، مشيرًا إلى أن المشاريع الحالية تتوزع بين القومي والطائفي والمناطقي، وتغلب عليها المصالح الفئوية لا الوطنية.

وقال زغير في تصريح خاص لبصرة 365 إن “المشهد السياسي العراقي يعاني من غياب المظلّة الوطنية الجامعة، إذ لم يظهر حتى الآن حزب أو تحالف سياسي يمتلك برنامجًا ورؤية وأيديولوجيا قادرة على جمع العراقيين بمختلف أديانهم ومذاهبهم دون تمييز”.

وأوضح أن “كل مشروع مدني يُولد يتعرض لمحاولات تفكيك من قبل السلطة، تارة عبر القمع، وأخرى عبر الترغيب وتقديم المغريات مثل فرص العمل والأموال، مما يؤدي إلى وأد هذه المشاريع قبل أن تتسع وتتحول إلى حركات جماهيرية”.

وأشار زغير إلى أن “خيبة الأمل من فشل المشاريع المدنية دفعت بعض الشباب والفاعلين إلى تحويل بوصلتهم نحو القوى الحاكمة بحثًا عن مكاسب شخصية، وهو ما يُعزى إلى الإحباط واليأس من التغيير الحقيقي”.

وانتقد زغير النخب المدنية والفكرية المنخرطة في السياسة، معتبرًا أنها “فشلت في قيادة الحركات التي ظهرت بعد احتجاجات تشرين، رغم حصول بعضها، كحركة امتداد، على نتائج متقدمة في الانتخابات مقارنة بأحزاب أقدم منها”.

وبيّن أن “هذه الحركات المدنية لم تتمكن من مقاومة الإغراءات ولم تحسن التعامل مع العنصر الشبابي داخل تنظيماتها، مما أدى إلى انكماشها وانهيار الثقة بها”.