العراق اليوم
موجة قلق في كردستان بعد تسجيل 6 إصابات بالإيدز خلال يومين..وأرقام تكشف خريطة انتشار المرض في العراق

أثار تسجيل 6 إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) خلال 48 ساعة فقط في إقليم كردستان، موجة من القلق في الأوساط الشعبية والإعلامية، وسط تساؤلات عن أسباب هذا الارتفاع المفاجئ وتوزع الإصابات على مستوى العراق.
وبدأت القصة في 26 أيار، حين أعلنت السلطات الصحية في الإقليم اكتشاف 3 إصابات بين عاملات أجنبيات يعملن في صالونات تجميل نسائية. وبعد يومين فقط، تم تسجيل 3 حالات أخرى: حالتان لزوجين في محافظة السليمانية، وحالة لرجل في أربيل.
ورغم أن الأرقام ما زالت تحت السيطرة مقارنة بالمعدلات العالمية، إلا أن وتيرة تسجيل الحالات أثارت الانتباه، لا سيما في ظل التصاعد التدريجي لمعدلات الإصابة على مستوى العراق خلال العقدين الأخيرين.
الإيدز في العراق: أرقام وتوزيع جغرافي
دخل فيروس الإيدز إلى العراق لأول مرة عام 1986 عبر لقاحات ملوثة، ومنذ ذلك الحين ارتفع العدد التراكمي للمصابين ليصل إلى نحو 4 آلاف حالة حتى نهاية عام 2023.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل الإصابة في العراق كان لا يتجاوز 0.002% عام 2000 (أي حالتان لكل 100 ألف نسمة)، لكنه ارتفع تدريجيًا ليبلغ 0.004% في 2013، قبل أن يشهد قفزة لافتة خلال السنوات الأخيرة، مسجلًا 0.01% في عام 2023 (أي إصابة واحدة لكل 10 آلاف نسمة).
وفي عام 2022 وحده، سُجلت 430 إصابة جديدة في العراق، منها 60 حالة في إقليم كردستان. لكن الأرقام المطلقة لا تقدم الصورة الكاملة، حيث أن توزيع الإصابات حسب عدد السكان يكشف تفاوتًا مهمًا بين المحافظات.
بغداد تتصدر.. والرُصافة في المقدمة
عند النظر إلى عدد الإصابات نسبةً إلى عدد السكان، تتصدر الرصافة قائمة المناطق الأعلى في معدلات الإصابة، بمعدل 0.29 إصابة لكل 10 آلاف نسمة، تليها الكرخ بـ0.25، ثم البصرة (0.11)، وذي قار (0.12).
أما في إقليم كردستان، وعلى الرغم من تسجيل 60 إصابة، فإن معدل الإصابة يعتبر منخفضًا نسبيًا، ويبلغ نحو 0.09 إصابة لكل 10 آلاف نسمة، وذلك بناءً على عدد السكان المقدر بـ6.5 مليون نسمة. ما يعني أن الإقليم لا يزال أقل من محافظات مثل بغداد والبصرة والنجف وكربلاء في معدل الإصابات.
تحديات التوعية والوقاية
وتؤكد هذه الأرقام أهمية تعزيز التوعية المجتمعية بوسائل الوقاية، إلى جانب الرقابة الصحية، خصوصًا في المراكز التي تشهد اختلاطًا عاليًا أو تستقطب عاملين من خلفيات صحية متنوعة.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه حملات الفحص والتقصي، يبدو أن التحدي الأكبر لا يزال يتمثل في كسر وصمة العار المحيطة بالمرض، ما يسهم في الكشف المبكر وتقليل معدلات الانتقال.


















