سائق قطار بصرة تايمز سكوير:لا أبالي بكلام بعض الشباب.. أحبُ عملي وسعادتي لا توصف بالأطفال

في زوايا مول “بصرة تايمز سكوير”، يلمع القطار الصغير بألوانه الزاهية، محمّلاً بأصوات ضحكات الأطفال وفرحتهم. هناك، خلف عجلة القيادة، يجلس أيمن، الشاب الذي اتخذ من قيادة قطار الأطفال مهنة أحبها منذ ست سنوات. أيمن ليس فقط مجرد سائق قطار، بل هو روح المكان التي تعطي الأطفال تجربة مليئة بالبهجة والأمان.

أيمن والقطار: رحلة الطفولة المستمرة

أيمن، الذي يقول بابتسامة أنه لم يمل من عمله رغم بساطته، يجد سعادته في عيون الأطفال الذين يصعدون إلى قطاره يوميًا. في عالم حيث يتسابق الجميع للوصول إلى وظائف “مرموقة”، يُظهر أيمن فلسفة حياة مختلفة. يقول: “فرحتي الوحيدة هي الأطفال… أحب وجودهم، ولولاهم لما بقيت في هذا العمل.” يُشير بحب إلى علاقته بالأطفال وعائلاتهم، وكيف أصبح يعرفهم عن قرب، مما جعله يشعر أنه جزء من حياتهم، وهم جزء من حياته.

المسؤول أخ لي وليس مديرًا

أيمن يتحدث عن رئيسه في العمل بأسلوب مليء بالامتنان، ويقول إنه كان صاحب فضل عليه في أوقات صعبة، ولم يعامله يومًا كموظف بل كأخ صغير. هذا النوع من العلاقة هو ما جعل أيمن يرفض عروض عمل أخرى، رغم أنها قد تبدو “أفضل” من وجهة نظر الكثيرين. “ما أقدر أترك هذا الشغل… لأن المسؤول مالتي اعتبرني مثل أخوه الصغير”، يقول أيمن، وهو يتذكر اللحظات التي كان فيها مديره داعمًا له.

العمل والرضا: فلسفة حياة بسيطة

أيمن يواجه أحيانًا نظرة بعض الشباب الدونية للعمل البسيط، لكنه يقول بكل ثقة: “ما أهتم بكلام الناس… أنا مقتنع بشغلي ومبسوط.” يوضح أن كل من يعرفه يدرك كم هو مخلص لعمله وكم يحب المكان. العمل بالنسبة لأيمن ليس مجرد مصدر دخل، بل هو مصدر للفرح والرضا، ويقول: “ما يهمني كلام الناس، المهم أنني مرتاح وفخور بما أفعله.”